نصوص قَلِقة

الامة برس-متابعات:
2020-12-23

 

عادل مردان:

سَفـينةُ الـرُّؤْيـا

الـخَيَالُ وافِـرٌ

هـلْ نَتَعَـدّى الـحُدود؟

تَمْـخُرينَ مِنْ حُـجْـرةٍ

إلى أُخْـرى

تَسْحَـبِينَ كَـوْثَـلَكِ على الـجُدران

لا تَهُـزُّكِ بُـرُوقُ السَّقـف

على المَمَرّ تَفتحينَ ممالكَ اللّيل

مَـلاَّحُـكِ الـتَّائه يَـتَأمَّـلُ

في الآفَـاق

مَـا تُـريدِينَـهُ منْ كِـيانـي

يـا سَفـينةَ القَـلق؟

 

تهويمة المرابط

ينعبُ الغراب: موجةٌ أخرى

ما تفعلُهُ في الحرِّ اللّاهب

يا صائدَ الأرواح؟

حصادٌ وافرٌ أيُّها المُتنعِّم

الأوجاعُ تزدهرُ ثانيةً

إذْ يشعرُ المرابطون بالاكتفاء

في كلِّ الأحوال

بصيصُ أملٍ يتوهجُ هنا

حسْبَ النّكساتِ توازنْ مع أيّامِك

مدينةُ الاعتزال وَجِلة

وَسْطَ خرائبِها تُهوّمُ الأشباح

كائناتُ المَشافي منذورةٌ للهَلَع

حيثُ الجميعُ ينتظر

 

تصوّرٌ خُرَافيّ

نِهايةٌ مَرِحةٌ يا شجرةَ الرُّمَّان

كانَ يأمَلُ الكائِنُ الوَرَقِيّ

بأكثرَ من القُشُور

حينَ يَضَعُ كُرسِيَّهُ الأخْضَرَ

فَوقَ الجُلَّنار

المطمَئِنُ الوَحيدُ

في اسْتراحةِ اللّعِب

رَقيبٌ يَلتقطُ ما يَتَخَفَّى

من خارجِ الإطَار

إذْ يتصوَّرُ الجَالسُ الأبيض

أنّهُ يَكْنزُ الحياة

 

من فنّ التّهويم

لا تقلقْ يومَ النُّشُور

ستحظى بامتيازاتِ السّيرك

راح يُصفقُ الشبح

بوجهٍ تَنحَتُهُ ثلاثُ عيون

أنا مَنْ سيقفُ معك

لاستردادِ ما فقدْتَهُ

من لياقةِ المشي

أشكرُ، أيضاً،

انطباعاتِ السّحْليّة الثّمِلَة

مهما أضَفْتَ إلى همِّكَ

مِنْ أشواط

لن تستطيعَ الوصولَ

إلى شطّ المعنى

إذا أردْتَ مخيلةً تتشظّى

دع الأشباحَ تبتكر

 

هواجسُ المنزل

يومي تَخذلُهُ الأيام

ما أروعَ التّوحّد

السّواحلُ محبوسةٌ في الحديقة

هي ليس بعيدةً عن الأعماق

أُداعبُ السّطوحَ بفكرةِ التّخلّي

تلك فُرُوضُ المَنْشأ

يا لَلطّاعةِ العمياء

كفى أيّتُها الضّاجةُ المحجورة

المُفرقعاتُ تأتي من المطبخ

العالمُ يترنحُ ثملاً

تحتَ كُنوزِ اللّحظة

يتنفسُ الخواء

 

تدويرُ السّيرك

ليس وحدَهُ الإسخريوطي

بل أبرع المُروّضين

يضمُّ الزهورَ في الختام

مُوهماً أنّه المُخلّص

هكذا مشهديةُ العصر

كفوفٌ سوداء

بخّاخاتٌ لتسكينِ الألم

أمصالٌ لإدامةِ العرض

أيُّها الشّعرُ الصّافي

يا ماسحَ الغبارِ عن أرواحِنا

غوايات السيرك

تُساقُ إلى المدافن

بينما يجثمُ السكونُ

على الأنحاء

تنبعثُ من حُطامِ الهياكل

أنشودةُ العَدم

 

ترنيمةُ الألفِ الثّالث

قَلِقاً يَسْتَشْرِفُ في المَجهُول

مِنْ عَيْنِ الغَريب

إلى مَعْزُوفةِ الأَلَم

ما أبْعَدَ النَّبْع!

ما أبْعَدَ النَبْع!

يا لَلْخَيْبَة!

يا لَلتّناسقِ الهَشّ!

عَمَّنْ تَبحَثُ يا هَائِم

في عَالمِ الكَمَّامات

عَنْ بَلْسَمِ الخُلُود؟

يَا لَلَرُّعْب

يَفضَحُ وَجْهَ الأرْض

 

سلالةُ اللامرئيّ

بالأملِ تعيشُ أيُّها المتخفّي

حتّى تَفضحَكَ المَجَاهر

لستَ خياراً يستجدّ

بل وَلَعَ النظّارةِ بالسّلوان

أبناؤُكَ ذوو الأقدارِ الغامضة

يَغمسُونَ أُنوفَهم في غَيْهبِ الدّم

دعْهُم يَحلمُون بغدٍ

يَعطسُ على شراشفِ البياض

يا للفزعِ إذْ نَرجُوهُ عَبَثاً

إنّهُم يَتوافدُون

بينما الأزمنةُ تخبُّ بحوافرِ الصّدأ

إلى ظُلُماتِ الكون

أشباحٌ شُقْرٌ بصلعاتٍ بَشِعِة

كوفيد مصيرُنا المتوحّد

أمامَ أبنائِهِ اللامرئيّين

يَخطُو منتشياً في شوارعِ المستقبل

 

٭ شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي