عبد الجواد الخنيفي*
كُلّ شيءٍ تغيّرَ..
الحدائقُ التّي ترعى الأحِبّةَ،
الذّاكرةُ التي تنْسى عشاءَ البارحةِ،
الجُدرانُ التّي تُسلّمُ عليكَ
بأصابعَ سريّةٍ،
والمِرآةُ التي ترسمُ وجْهَكَ مقلوبًا على قفاهْ!
***
كُلّ شيءٍ تغيّرَ..
طعْمُ القهوةِ الذي صارَ مُرًّا
مثلَ ظلمةٍ فسيحةٍ،
النّافذةُ الغريبة
التّي تترقّبُ أزهارَ الحُريّةِ،
الدُّميةُ المرْميّةُ على قارعةِ الدّربِ..
أصابعُ الطّريقِ التي تدُلُّكَ على المنْفى - على الإنسانْ،
والقطط التي تنظرُ إليكَ بعطفٍ استثنائيٍّ
وتستديرُ نحوَ أشعّةِ الشّمسْ
***
كُلّ شيءٍ تغيّرَ..
لكنَّ وحْدتي ظلّت على حالِها
لا يُشبِهُها شيءٌ
ولا يسْألُ عنْها خريفُ الأرصفةِ،
إنّهَا هُناكَ وهُنا
تطرقُ بابًا قدْ يُشْبهُنِي..
تفتحُ بابًا قدْ يدُلّني عليَّ!