صارت بيننا : الروبوتات والبشر بحاجة لتعلم كيفية التفاهم فيما بينهم

2020-11-18

يثير شيوع الأتمتة وتزايدها أسئلة كثيرة عن مستقبل العمل للموظفين البشر، لكن توجد أيضًا اعتبارات أخرى مهمة، تتعلق بكيفية التفاعل مع الروبوتات التي يزداد انتشارها في حياتنا اليومية.

من المهم أن تتعلم الروبوتات كيفية الاتصال مع البشر مع تطور قدرتها على أداء مهامها بصورة مستقلة، سواء أكانوا شركاء عمل أو حتى غرباء تمامًا. وسيلعب التفاهم الكلامي باستخدام اللغة الطبيعية دورًا مهمًا، لكنه يشكل جانبًا واحدًا من ضمن جوانب أخرى عديدة.

تفاعل أعمق
عندما يتحدث البشر مع بعضهم البعض، يشكل ما يقولونه جزءًا صغيرًا من مجموع المعلومات التي ينقلوها؛ إذ تلعب تعابير الإنسان جميعها دورًا مهمًا في إضافة محتوى إضافي أو إعطاء رؤية أخرى للموضوع المتناول، ابتداء من تعابير الوجه، ووصولًا إلى نبرة الصوت.

تنبه العلماء والمهندسون المنهمكون في تصميم الروبوتات المستقبلية، إلى ضرورة أخذ هذه النقطة في الحسبان، فامتلاك المفردات جميعًا ليس كافيًا لإيصال الرسالة المرادة، بل يمكن الاعتماد على طرائق أخرى غير إيجاد الكلمات المناسبة.

طورت شركة «ريثنك روبوتيكس» مشروعًا أطلقت عليه اسم «باكستر،» مستعينة بعينين تظهر على شاشة، لتتيح للأشخاص إمكانية التنبؤ بما سيفعله الروبوت لاحقًا. إذ يمكن للشاشة أن تستدير موجهة انتباهها إلى أحد ذراعي الروبوت قبل أن يُقبل على أي فعل، لتضمن بذلك إدراك المارة لنوع الحركة المُقبل للروبوت.

 

يتطلب هذا التفاعل بين الجانبين؛ فبالإضافة لقدرة الروبوتات على إصدار الإشارات لمن يتفاعل معها من البشر، ستحتاج أيضًا إلى قدرة التقاط التلميحات الاجتماعية التي تبدر من الآخرين لتصبح فعالة أكثر في الأدوار التي ستؤديها.

صادفنا جميعًا موقف الاصطدام المتكرر في الممرات الضيقة، عندما تستمر في محاولة التنحي لفسح المجال للشخص الذي يقابلك للعبور بالاتجاه المعاكس. وقد يشكل مثل هذا الموقف مشكلة عند مواجهته مع روبوت ما في مكان مزدحم.

موضوع يهمك : روبوت يقوم بتنظير القولون للتحقق من سرطان الأمعاء

استخدم فريق من مجموعة الروبوتات التفاعلية في معهد ماساتشوستس للتقنية بقيادة الدكتور «جولي شاه،» تقنية تعليم الآلات لتعليم الروبوت مراقبة المؤشرات الاستباقية الصادرة من الإنسان، والتي يمكن أن تكشف الطريق الذي يخطط اتخاذه. نحن كبشر قادرين على التقاط هذه التلميحات بصورة بديهية بسبب الخبرة التي نمتلكها، لكن الآلات بحاجة إلى أن تدرس هذه الأساسيات من نقطة الصفر.

خدمة العملاء
نميل حاليًا إلى الاعتقاد بكفاءة الروبوت في الأعمال التي تتطلب جهدًا يدويًا، متصورين أنها مخصصة لرفع الحمولات الثقيلة وأداء المهام التي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا؛ نظرًا لمعرفتنا المسبقة بإمكانية تصميمها لتكون قوية.

ولا ريب أن التقدم أكثر في مساعدة الروبوتات على التفاعل مع البشر، سيفتح لها أبوابًا أوسع في مجالات العمل المختلفة. فخدمة العملاء، وغيرها من الوظائف التي تتطلب أداء مسؤوليات محددة، ستكون مهنًا مناسبة جدًا للآلات فور إتقانها إجراء محادثة طبيعية ومنتجة وعالية الاعتمادية.

خضع روبوت يدعى «ماريو» للتجربة كموظف لخدمات الاستقبال والإرشاد في بلجيكا، يستلم مفاتيح الغرف ويتفاعل مع الضيوف عن طريق مصافحتهم. بينما صمم مشروع «آر إيه في إي» روبوتًا يمكنه تعليم الأطفال الصغار دون تدخل من البشر، ولفت انتباههم لمدة ست دقائق متواصلة.

يمكن للروبوتات أن تتفوق في مهام معينة بفضل صفاتها غير البشرية؛ إذ إنها لا تتعب، ولن تتذمر عندما توكل لها مهام غير سارة ولا مرضية. وستحتاج الروبوتات بلا ريب إلى تعلم مهارات بشرية، وتزداد هيمنتها على وظائف متعددة ضمن مجالات مختلفة. وتأتي القدرة على التفاعل الصحيح مع البشر في المقام الأول باعتباره الأساس الذي تبنى عليه كافة المهن، وهي مهارات لا تكتسبها الروبوتات بصورة طبيعية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي