عُيون

2020-11-16

نفيس مسناوي*

 

يصوّبُ المقهى العين في اتجاه الشارع الممتدّة عينه إلى غاية عين المدينة.

وفي المقهى هناك حركاتٌ لعيونٍ أخر

حيث تصوّب لوحة الموناليزا البلاستيكيةُ المعلّقة عينها في اتجاه عينِ الحائط المغربي المقابل، المسبوغ بالأبيضِ.

وتراقب عين النافذة حركة الجالسينَ،

ويفتحُ البابُ عين إطاره لزوّار المقهى،

وعلى اليسار، خلْفَ عينِ التلفازِ، امرأة في الثلاثين، تقرأ بتوتر عينُها عين الساعةِ اليَدويّة.

وعلى يمينِ الأكواريومِ المثقل بعينِ زجاجهِ، شاب يصغر المرأة، عينهُ على عينِ قصيدةٍ في جريدةٍ وطنيّة

٭ ٭ ٭

وسط الأكواريم، الذي هو خلف يسار عين الشاب وعين التلفازِ، ومقابلٌ لعينِ المرأة: أسماكٌ يحاولُ الماءُ أن يهرُب من عينها الملتصقة بعينه.

وتحوي كأسُ الشّابِّ عينَ رأسِ ملعقة تميلُ، الكأسُ الموضوعةُ على وجهِ طاولة مفقوءة العينْ. وفي الكأسِ ذاتها تختلطُ عينُ القهوة، بعينِ الحليبِ الممزوجة بعينِ القهوة الممزوجة بعينِ الحليبِ، بعينِ السّكر المذاب في عين الكأس.

٭ ٭ ٭

يضغطُ الشّابُ على عينِ المنفضةِ بعينِ سيجارة ستنقضي بعدَ قليلٍ عيونُ شراراتها

ويصوِّبُ عينهُ في اتجاهِ المرأة… عين رؤيا تزنُ.

وتصَوّبُ المرأة في اتجاهِ الشّابِ… عيْن رؤيةٍ تخطفُ.

في الشّاب تروّضُ المرأة عَيْنَها عيْنَ حذفٍ

في المرْأَةِ يدرِّبُ الشَّابُ عَيْنَهُ عَيْنَ استِقْراءٍ

وفي الوَقْتِ الذي

يشعرُ فيهِ المقهى بثِقْلِ الجالسينَ وثقْلِ حركة النادِلِ المُتْعَبِ

وحدها عينُ الحذفِ وعيْنُ الاستقراءِ تشْعُرانِ بخفّة اللحظة

فينهضُ الشابُ ليطْلُبَ قلما من المرأةِ

وتنهضُ المرأة لتطلبَ ولاّعَةً من الشابِّ

تسْقطُ عيْنُ الحذفِ في عينِ الاستقراءِ

من أجلِ أن تصبحَ عينُ المقهى عينَ اشتعالٍ وكتابةٍ

بفضلِ عين الولاّعَةِ وعينِ

القلم.

٭ ٭ ٭

وهناكَ عيونٌ

لَمْ تفلَحْ عينُ السارِدِ الأعمى في ذكرها.

 

  • شاعر من المغرب

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي