هل تنفذ واشنطن تهديدها بنقل السفارة الأمريكية من بغداد؟

2020-11-16

بعد تصاعد الهجمات ضد الأمريكان في العراق، اقترح وزير الخارجية "مايك بومبيو" في أواخر سبتمبر/أيلول أن تغلق الولايات المتحدة سفارتها في بغداد وتنقلها إلى موقع أصغر وأكثر أمانًا في كردستان أو الأردن.

وإذا قامت الولايات المتحدة بهذه الخطوة فسيكون لذلك تداعيات معقدة وقد تؤدي إلى زيادة مخاطر التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، لذلك فإن المسؤولين العراقيين وقادة الأحزاب (بما في ذلك أولئك الذين يعارضون الوجود الأمريكي في البلاد) متحدون في معارضة النقل واتخذوا خطوات لمعالجة مخاوف أمريكا.

وتعتبر سفارة الولايات المتحدة في العراق أكبر سفارة في العالم تقريبا حيث يغطي مجمعها مساحة 104 فدان في المنطقة الخضراء ببغداد، وتكلف بناؤها 750 مليون دولار، وكان عدد العاملين فيها 16 ألفا (بما في ذلك 2000 دبلوماسي) منذ افتتاحها عام 2009 حتى عام 2012. وتعد السفارة قاعدة العمليات الأمريكية في العراق، وعلى هذا النحو، كانت هدفا متكررا للهجمات ضد الولايات المتحدة

ووسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في عام 2019، شنت "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله"، وهي أقوى ميليشيات مدعومة من إيران في العراق، سلسلة من الهجمات على أهداف أمريكية. وأعلنت الميليشيات مسؤوليتها عن أعمال العنف وقالت إن الهجمات ستستمر حتى تسحب واشنطن جميع قواتها من العراق 

في 31 ديسمبر/ كانون الأول  2019، ساهمت الميليشيات بمساعدة حراس عراقيين، في اختراق المتظاهرين الطبقة الأولى للدفاع في السفارة ونهبوا عدة مكاتب. واتهمت إدارة "ترامب" إيران بالتخطيط للهجوم، وردت بقتل الجنرال "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس، و"أبو مهدي المهندس" نائب قائد قوات الحشد الشعبي وأحد أكثر حلفاء إيران موثوقية في العراق.

موضوع يهمك :  ما تبعات رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات؟

وفي الأشهر التي أعقبت مقتل "سليماني"، زاد عدد الهجمات على أهداف أمريكية وغربية أخرى في العراق بشكل كبير. وفي سبتمبر/أيلول الماضي فقط، تعرضت قافلة تابعة للسفارة البريطانية في العراق لهجوم بقنبلة زرعت على جانب الطريق، وأطلقت 6 صواريخ على قاعدة عسكرية أمريكية في أربيل، وأطلق صاروخ على القوات الأمريكية في مطار بغداد (أخطأ وأصاب منزلا وقتل 5 مدنيين عراقيين).

ورداً على ذلك، أبلغ "مايك بومبيو" في 24 سبتمبر/أيلول الرئيس العراقي "برهم صالح" أنه إذا لم تتمكن قوات الأمن العراقية من بذل المزيد من الجهد لمنع الهجمات، فإن الولايات المتحدة ستغلق سفارتها في بغداد، وأنها قد وضعت خططًا لنقلها إلى إقليم كردستان أو الأردن.

بالنسبة للولايات المتحدة، سيكون لإغلاق السفارة العديد من الفوائد المهمة. باعتبارها نقطة محورية للتدخل الأمريكي في العراق، فإن السفارة هدف رئيسي لإيران والميليشيات المدعومة من إيران. وسيحرم نقلها إلى موقع أكثر أمانًا تلك القوات من هدف سهل وكذلك سيسهل ذلك على الولايات المتحدة إجراء عمليات ضد القوات المدعومة من إيران دون خوف من هجمات انتقامية على السفارة.

علاوة على ذلك، كجزء من خطته لإنهاء التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، سحب الرئيس "ترامب" بالفعل الآلاف من القوات الأمريكية المتبقية من العراق خلال فترة ولايته. وقد سحب مؤخرًا 2200 جندي في سبتمبر/أيلول، وبذلك انخفض إجمالي القوات الأمريكية إلى 3000.

ويعد الانسحاب من سفارتها الضخمة، وربما الانتقال إلى سفارة أصغر في كردستان، علامة واضحة على انسحاب الولايات المتحدة من العراق. أخيرًا، فإن صيانة وتأمين السفارة الحالية عملية باهظة الثمن، ويمكن توفير الكثير من المال من خلال الانتقال إلى أربيل أو عمان.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي