وزير إسرائيلي: كل ضرر يمكن إلحاقه بترامب يمنح تفوقا لبايدن

2020-11-13

حمد صقر

اعتبر وزير إسرائيلي سابق، أن المشاكل التي خلفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الجانب الفلسطيني، هي فرص لمرشح الحزب الديمقراطي الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، جو بايدن.

وذكر وزير القضاء ونائب وزير الخارجية الأسبق يوسي بيلين، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه بحسب "فهم ترامب، توجد إسرائيل والفلسطينيون في صراع مصلحته صفر، وعليه فكل ضرر يمكن إلحاقه بالأخير يمنح تفوقا للأول".

وقال: "هكذا عمد على إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، قلص حتى الحد الأدنى من ميزانيات المساعدة الأمنية للسلطة الفلسطينية، ألغى المساهمة الأمريكية لوكالة إغاثة وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، وساهم في القطيعة المطلقة بين واشنطن ورام الله".

وأكد بيلين أن "خطة ترامب هي خطة اليمين الإسرائيلي، بلا مراعاة للمصالح الفلسطينية، والقطيعة بين إدارة ترامب والحكم الفلسطيني هي الذريعة أو السبب للخطة نفسها، التي لم يكن لها أي احتمال بأن يقبلها الفلسطينيون".

ونبه إلى أن "كل قراراته الإشكالية جدا، تصبح الآن فرصة كبرى لإدارة بايدن، الذي يمكنه أن يحاول جمع الطرفين وتشجيعهما على إجراء مفاوضات جدية"، متوقعا أن "بايدن لن يصل إلى حوار مع قيادة المنظمة بيدين فارغتين، فهو  يمكنه أن يعد بإلغاء إجراءات ترامب كجزء من رزمة توافقات حول الخطوات الفلسطينية التالية".

وتابع: "هكذا مثلا، يتعهد الفلسطينيون باستئناف التنسيق مع إسرائيل في كل المجالات (بما فيها الأمني)، ويكونون مطالبين بالتصدي للحركات التي تكافح التطبيع مع إسرائيل، ويوافقون على الوساطة الأمريكية ويتخلون عن فكرة المؤتمر الدولي كشرط للمحادثات؛ وهي الفكرة التي جاءت بسبب سياسة إدارة ترامب".

ورأى الوزير أنه "يمكن لبايدن أن يصر على أن تعود السلطة الفلسطينية لتلقي أموالهم من الضرائب، المحجوزة في هذه اللحظة لدى إسرائيل، وأن يبقى المبلغ الذي تقتطعه إسرائيل منها لدى طرف ثالث، ويحسم مصيره في مرحلة لاحقة"، لافتا إلى أن "تلقي الأموال المحتجزة، سيسهل جدا على الاقتصاد الفلسطيني، ويمنع الحاجة لأن تضطر الدول المانحة لتمويل العجز الكبير في ميزانية السلطة الفلسطينية".

وتابع: "أما الإسرائيليون، سيطالبهم بالمجيء لطاولة المفاوضات، حين يكون الطرف الأمريكي هو الذي يحدد المبادئ لاتفاق السلام بين الطرفين، دون أن يكونوا هم أنفسهم مطالبين بأن يتبنوها، كما سيتعين على الفلسطينيين أن يفهموا بأنه بالنسبة للولايات المتحدة، موضوع تعريف إسرائيل كدولة للشعب اليهودي وكل مواطنيها مهم، بينما سيتعين على تل أبيب أن تفهم بأنه في نظر الأمريكيين، كل حدود يتفق عليها بين الطرفين سيقوم على أساس "الخط الأخضر"، وهو خط الهدنة بين إسرائيل والأردن في 1949".

وأفاد بيلين، أن "بايدن يفهم جيدا، أن التحدي الأصعب لكل رئيس وزراء في إسرائيل، هو إخلاء (المستوطنات) في الضفة الغربية، وهو يفهم بأن حل هذه المشكلة هو المفتاح لاستعداد إسرائيلي لتسوية إقليمية ليست تلك التي وجدتها "خطة ترامب" مع 17 جيبا (استيطانيا) سياديا إسرائيليا".

 وقدر أن "الموافقة على رؤيا كونفيدرالية إسرائيلية-فلسطينية، كطريق لتحقيق حل الدولتين، يمكنها أن تسمح بإبقاء المستوطنين ممن يرغبون في ذلك شرقي الحدود المستقبلية بين الدولتين، كمواطنين إسرائيليين كاملين ومقيمين دائمين فلسطينيين، شريطة أن تتاح مثل هذه التسوية أيضا لمواطني فلسطين، ممن يرغبون في أن يعيشوا في إسرائيل (فلسطين المحتلة)، بحجم عددي مشابه".

وبحسب رؤية الوزير، "الترتيبات الأمنية بين الطرفين، ستسمح للفترة الانتقالية على الأقل، بمشاركة إسرائيل في أمن الحدود الشرقية (مع الأردن)، وتكون الكونفيدرالية نوعا من المظلة للدولتين، وتضمن مستوى تنسيق وتعاون في مجالات حياتية عديدة؛ مثل البنى التحتية، والصحة، والزراعة، وجودة البيئة وغيرها".

 ونبه إلى أن هذا "النزاع ملح علينا بسبب الجانب الديمغرافي، وبايدن يعرفه جيدا، ولكن معقول الافتراض، أنه يوصي مستشاره أمامه، بعدم إدخال رأس معافى لسرير مريض"، معتبرا أن "هدية ترامب، تمنحه فرصة ليقود الطرفين إلى الاتفاق، ليكتشف بأن هذا السرير ليس هو فراش موت".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي