عودة الحريري.. كيف تبددت طموحات الثورة في لبنان؟

2020-11-01

لن تجد بسهولة أي لبناني يحتفل بمرور عام على ثورة أكتوبر/تشرين الأول 2019، لأسباب ليس أقلها أن ذلك تزامن تمامًا مع عودة "سعد الحريري" كرئيس للوزراء.

وتعتبر الجهة الوحيدة السعيدة بعودة "الحريري" هي الكتلة الشيعية (حزب الله وحركة أمل)، باعتباره شخصا سنيا له ثقله ومعترف به من قبل الغرب والسعودية، بينما يمكن للثنائي الشيعي اللعب به في ذات الوقت، بشكل لا يختلف عن "قطة تلعب بفأر ميت".

وأظهرت عودة "الحريري" أن اللبنانيين يعانون من حالة مزمنة من "متلازمة ستوكهولم" مع الطبقات السياسية؛ ويمكن القول أن استقالة "الحريري" بعد أسبوعين فقط من اندلاع ثورة أكتوبر/تشرين الأول - التي أشعلتها فكرة حمقاء من وزير لفرض ضريبة على استخدام "واتساب" - كانت إحدى الحركات العبقرية القليلة التي لعبها، في مسيرته السياسية المتقلبة.

وبدت صورة الثلاثي "نبيه بري" والرئيس "ميشال عون" ورئيس الوزراء "سعد الحريري"، وهم جالسون معًا في يوم تنصيب "الحريري"، كأضحوكة ساخرة.

وإن كان ثمة شيء واحد يميز الثلاثة، فهو فن عدم فعل أي شيء سوى الظهور بمظهر ملائم. 

تبديد وهم تلو وهم

عندما نتأمل في العام الماضي وعودة "الحريري"، نجد إن اللبنانيين ليسوا قريبين من تشكيل أي نوع من المعارضة السياسية التي كان يمكن

 موضوع يهمك : الماضي لا يموت في الشرق الأوسط

للغرب الانخراط معها، وبالرغم من الخطاب الذي ساد وقت الثورة، لا يزال معظم اللبنانيين مرتبطين بزعمائهم وأنظمتهم الطائفية.

ومع اقتصاد في حالة من السقوط الحر؛ استيقظ الكثير من اللبنانيين وتقبلوا فكرة حمقاء مفادها أن العالم سيتدخل ويبني لهم نموذجًا سياسيًا بديلًا.

وكانت استقالة "الحريري" قبل عام ثم عودته مدروسة أكثر من التظاهرات، حيث كانت خطوة بارعة في التلويح بالسوط والحصول على مزيد من الاحترام من معسكر "حزب الله"، فيما يشبه نوبات الغضب الطفولية الابتزازية.

وإلى حد ما نجحت الحركة التي جعلت "الحريري" يبدو كأنه لا غنى عنه بالنسبة لكتلة "حزب الله" التي تمتلك معظم السلطة وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي يبدو كأنه يقول: "صحيح أنه ليس لامعًا ولا قادرا حتى، لكننا نعرفه ونشعر بالراحة معه".

والآن، ستمضي خطته لتشكيل مجلس وزراء غير متحالف مع المجموعات السياسية، الأمر الذي سيرضي أنصار خطة "ماكرون" في باريس الذين يعتقدون أن هذا سر الإصلاح، ولكن هذه الفكرة ستكون في الواقع منبع النتائج العكسية.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي