الماضي لا يموت في الشرق الأوسط

2020-10-28

يشير تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والإمارات ثم البحرين بعد وقت وجيز إلى أن الشرق الأوسط يمر بنقلة نموذجية استراتيجية، مع تجاهل الفلسطينيين وتركهم في العراء. لكن إذا كان هناك شخص يعتقد أن أقدم صراع مستمر في المنطقة قد انتهى، فعليه أن يفكر مرة أخرى.

وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول، زار وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس" النصب التذكاري للهولوكوست في برلين مع نظيريه الإسرائيلي والإماراتي.

ولم يكن هناك طريقة أفضل للاحتفال بالتطبيع الأخير للعلاقات بين الإمارات و(إسرائيل).

وفي الواقع، لم يكن لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بموجب اتفاقات التطبيع في الصيف علاقة تذكر باحترام الماضي. بل ربما كان الاتفاق محاولة للهروب من التاريخ تماما.

وطوال العقود الماضية، كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو القضية الحاسمة في الشرق الأوسط. ومن المنظور الغربي، كان ضمان حق (إسرائيل) في الوجود وسيلة لسداد دين تاريخي للشعب اليهودي؛ حيث كانت فكرة (إسرائيل)، كوطن ليهود العالم، تأمينا ضد معاداة السامية في المستقبل.

 موضوع يهمك : سلاح إسرائيل السري.. 800 قناة على السوشيال ميديا

ولكن في العالم العربي، كان تهجير الفلسطينيين عام 1948، والتجربة القاسية المستمرة للاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، صرخة دائمة للأنظمة العربية المتعاقبة، والتي استفاد معظمها من معاناة الفلسطينيين لتحويل الانتباه عن إخفاقاتهم في الداخل.

وكانت الحكمة التقليدية هي أن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين يحتاجون إلى التعويض عن الأخطاء التاريخية من أجل ضمان الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.

وكان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو المفتاح لفتح عملية التطبيع الدبلوماسي عبر المنطقة. وبالتالي، من خلال الموافقة على تطبيع العلاقات مع (إسرائيل) في ظل عدم وجود اتفاق يضمن للفلسطينيين حقوقهم، تكون الإمارات قد أهالت التراب على كل هذا التاريخ.

ويمثل احتضانها لاتفاق التطبيع، التي انضمت إليها فيه البحرين بسرعة، نقلة نوعية إقليمية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي