لعلّك لا تحبّ السمندل

2020-10-30

كريم ناصر*

 

(1)

كيف أقبل أن تأكلَ الأفعى الأرانب،

الويل للتنانين للضباعِ للسنانير لنجومِ الوهاد

(2)

ما نفع المطر في الصيف،

لا أرخبيلَ يعصمني من سرابه،

لا أظنّكَ تعرف

حين أراق المعلّمُ دمَ أياد عبد الدين.

(3)

لا تشرقُ الشمسُ في المدن،

هكذا ـ بعيداً عن الرنين ـ

سأتلفُ الأجراسَ على تلّةٍ عالية

أو على شجرةٍ في جزيرة.

(4)

أهكذا لا أعرفُ لمن أبوح بأسراري؟

ها هو ماءُ الأمطار يجرفُ الجرار.

(5)

علامَ تدلقُ النيرانَ في خريفِ عمرك؟

فلتحرقك الصواعق

يا جمرة تعاني الألم

(6)

فلتزهرِ الداليةُ في البُرج،

حينما فلقَ الحارسُ القواقعَ نثرت القصب،

فلا أنفّذ أمراً ولن أكسرَ ظهري

(7)

لا أفرح بغزوِ القراصنة،

كأنَّ العصافيرَ كُرات في الريح،

ما أشقى الموت في صحراء.

(8)

في المنخفضِ ثعابينُ وأرتالُ أرانب،

في الحظيرةِ قطيعُ خنازير،

في الواحةِ جثثُ أحصنة

وفي قلبي يزهرُ الحبّ.

(9)

لم يشطفِ المرايا

لم يذكرْ حلمةً أو ذكرى،

لقد قاءَ على البارجةِ دماً،

فدبَّ كسُلَحفاة

هو.

(10)

كمن يشدّ عضدَ الوردة

ويزجر الغربانَ في المساء،

سأغوي الغديرَ ليلفظَ ضفادعه.

(11)

لا تغرفُ الحياةُ الكسَل،

ولا تنضبُ الينابيعُ على جبلٍ مسرور..

إنّك تدخل البُيوتَ ولا تغور فيها

قل :

مَن استلَّ من البحرِ المِعى؟

(12)

لن أتبعَ المطر، لن أتوارى عن الرمل

كإباءِ الزوبعة

تمضي لتهبّ في النهاية.

(13)

كيف ألثمُ فمكِ يا حسناء لأطفئَ نارَ محاسنك؟

آهٍ

أين أسرجُ فرسي؟

(14)

سأخرجُ لأبحث عن أفعىً نهشتني في بركة،

كم رجوتك

ليتك زرعت الأرائكَ وكسرت العصا..

لا تذهب.

(15)

لن أهدهدَ صيفَك في صحراء،

لن أمرّغَ خصرَك الناحل في الوحل

(16)

قد أخشى النمرةَ في المرسى،

قد أخشى سيلاً يندلق،

سأتبعُ أثرَ الغزالةِ لأرثَ غابة.

(17)

لماذا تنهبُ المياهُ المضيق

وتحدّقُ الصقورُ إلى قلبي؟

فلا أسيرُ صاغراً

ولن أغامرَ على جبل.

(18)

لا تختضبُ الحسناءُ بالحنّاء،

هكذا

نعظَ التمثالُ من وراء الرمال،

كقطٍّ ثرثارٍ خرجَ في الليل.

(19)

سمعت القمر يركبُ البحر،

سمعت صهيل حصانك،

سمعت النسر يلقطُ الثعابينَ في البرك.

(20)

ما من طائرٍ يشقُّ البُحيرةَ ويهدمُ المغاور،

فلا تثأرْ من غزال.

(21)

صار قوامكَ مرجاناً،

لعلّك لا تحبُّ السمندل..

لا تصعقك الصواعق.

(22)

لا تلوّحْ للقطارِ بمنديلٍ أحمر،

فالوحُوش على السكك..

أتنقصك سكّة يا أخي؟

(23)

أكلني النمر

وكأنّما الشمسُ لا تبزغُ في الغابة،

تلك كانت محنة الجسد، فلن أكرمَ نسراً.

(24)

لا تقتلْ غزلاني

كأنّك لم تكتفِ بالدماء؟

لو تسلك طريقَ الجسر فتلحق بالصقور.

(25)

سأنحت تمثالاً في الكُوّة،

حتى لا تنقص جذوري

وأشقى في خَصْرِ خيزُرانة.

 

  • شاعر عراقي

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي