حطامي يتقدم الأبراج

2020-10-29

سهيل نجم *


حطامي يتقدم الأبراج
وعند الحافة اساقطت
واحداً تلو الآخر
كل واحد منها يحمل
نشيد التراب.
كان برج السعادة قد التوى
فنحره برج الخوف
وهوى برج الندم
على عظامي متشبعاً
بالظلام
وخار برج الهرب
على سواحل منسية تقرضها
أسنان التعرية والهزائم
بينما زحف برج البحر على الخاصرة
كأنها كانت لعبة خاسرة
أن لا يعلو برج ما تبقى
ويعم الهرج وسط اختلاط الغيوم
بالخجل.
عندها سألني دربي
أي رؤيا ينام عليها الدليل
فزعمت أن الذلة تنام في بيت الخسيس
وأشعلت نار الوصاية
على أسرار تراكمت في الكف
وقلت: هذا سبيل العطش يعرف طريقه
إلى المنبع
حيث يأخذ زوادته فيزداد عطشاً.
في المنعطفات تنحرف الساعات
في هذه اللجة الكبرى
حيث تنحّت الإشارات الوهمية
وتعدينا حدود العبارة.
من ترى يقود حطامي إلى مبتغاه
أنا أم الثعالب
تلك التي ترسم إيقونة للسعادة
وهي تلعب عند المغيب
عارية من رداء المكر؟
إلا أن على الطريق
ثمة هداية أخرى إلى الأجل،
فافرش بساطك أيها الأمل
من كانوا صغاراً أدركوا اليوم
حرفة الصراخ
وحرفة السؤال
وحرفة العطش.
ثم سألتك:
هل سرت من هنا من قبل
أم من عادتك أن تضع علامات
على الهامش؟
هل كتبت سيرة الرجل المطعون
بالندم؟
هل عضك الخوف من روحك
وتشبثت بما تبقى؟
أنظر
ثمة دائماً ما يلزم حتى لا ينحرف
الطريق،
مثلما ثمة دائماً دسائس تتخفى
تحت أقدام الشجر.

*شاعر ومترجم عراقي
-اللوحة المرفقة للفنان التشكيلي العراقي راكان دبدوب







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي