ثلاث قصائد

2020-10-24

"الخريف" لوحة للفنانة الأوكرانية ماري باشكيرتسيف، 1883

ميلينا عيسى*

 

-1-

 

كنّا نتحدّثُ عن ذلك القطارِ البخاريّ وصفارتِهِ

 

المضحكةِ،

وعن المونولوج المُضني الذي يتلكأُ فوق خشبةِ

 

المسرحِ،

 جارًّا خلفه غَدًا ثقيلًا،

 

 وعدَني بالهروبِ إلى أعلى برجِ إيفل.

 

هكذا أنا،

 

في سبيلِ الشعرِ أفشلُ في تسديدِ ديوني العاطفيةِ

وأفتّشُ في جيوبِهِ عن مضادٍّ للاكتئاب.

 

 - تحتاجينَ لروحٍ تعيدُ لكِ الروحَ.

أشتمُ مثل روائيٍّ سُرِقَ دواؤُهُ يومَ الحشرِ،

وأنامُ.

 

-2-

العقابُ الّذي نصبتَهُ أعلى الغرفةِ،

 

لن يمهلَ هذا الصباحَ أن يأتي كعادتِهِ.

أحتاجُ كاتمًا آخرَ لما سوف يحدثُ!

يوم الأحد،

 

سوف أجثو أمام الكنيسةِ

 

وأنادي طويلًا على الخطّائين

 

وأرمي قسّيسَ قريتي بوابلٍ من الأسئلةِ.

- يا بنتَ المعاصي..

لا تهبي كرمَكِ لفمِ الغريبِ.

 

-3-

 

كثيرًا ما يستوقفُني الفستقُ الحارُّ في فمِ شابٍّ

 

يبتلعُ ريقَهُ،

 

كلّما لوّحتُ لَهُ بمنديلي،

 

وقليلًا ما تستوقفُني سيدةُ البيتِ تكنسُ المطبّاتِ

 

في طريقِ عودتِنا،

 

لا أكترثُ بذيلِ السبعِ يلتفُّ حول أحاديثِ

 

العابرينَ.

 

سيدي..

 

أنا الغارقةُ في دلوِكَ قد أتقنتُ حبسَ الأنفاسِ،

 

وغدًا أتساقطُ كأمطارٍ صيفيّةٍ في غاباتِكَ،

 

مع أنّي أعلمُ أنّ لا مقعدَ في الحديقةِ يكفي لنا،

 

وأنّ حصاةً واحدةً كفيلةٌ بأنْ تسندَ صخرةً

 

من السقوطِ.

 

سيدي..

 

أنا المسرفةُ في جرمي،

 

كيف تتّسع لي بوابةُ المغفرةِ،

 

هل أتحدّثُ بعد؟

 

  • (سورية)






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي