فانيسا ريدغريف النجمة البريطانية الكبيرة التي حاربت إسرائيل فحاولوا منعها من الفوز بالأوسكار

2020-10-23

إسراء المحمد


لا بد أنها تستحق وبجدارة، لقب "أعظم ممثلة في عصرنا" الذي أطلقه عليها الممثل الأمريكي المشهور تينيسي ويليامز. فانيسا ريدغريف هي ممثِّلة المسرح والشاشة المشهورة الشُّجاعة التي وصفت الصهاينة بـ"السفاحين"، في خطاب الشكر عند تسلُّمها جائزتها في حفل الأوسكار سنة 1978.

لم تكن تلك أولى وقفات فانيسا بجانب الشعب الفلسطيني داعمةً قضاياه، فقد مثَّلت وساهمت في إعداد فيلم وثائقي صوَّر معاناة الشعب الفلسطيني وهمجية الاحتلال.

كما أنها تحدَّت وتحمّلت كل العوائق والتهديدات، بسبب آرائها السياسية المناهضة لسياسات إسرائيل. دعونا نعرفكم أكثر في هذا الموضوع على فانيسا وحياتها المهنية وأعمالها المناصرة للقضية الفلسطينية وكيف فجّر خطابها أثناء تسلُّمها جائزة الأوسكار غضب إسرائيل.
ناشطة حقوقية وسياسية وممثلة عظيمة
فانيسا ممثلة سينمائية ومسرحية إنجليزية، بدأت مسيرتها الفنية عام 1958. وقد لا تستغرب موهبة فانيسا عندما تعلم أنها تنتمي لعائلةٍ فنية عمل العديد من أفرادها في التمثيل.

كان والدها، السير مايكل ريدغريف، على المسرح عندما علم أنها وُلدت، حينما أعلن الممثل المشارك له في الإنتاج، لورانس أوليفييه، للجمهور في نهاية العرض، أن "الليلة وُلدت ممثلة عظيمة"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وكان أول ظهور لها على خشبة المسرح عام 1957، وكان فيلمها الأول مع والدها في العام التالي تحت عنوان "وراء القناع".

موضوع يهمك : رافيا أرشد.. أول قاضية محجبة في بريطانيا

كان لفانيسا اهتمام بقضايا سياسية عديدة، فقد كانت ناشطة ضد السلاح النووي وضد حرب فيتنام ولأجل القضية الفلسطينية. كما أنّها ساهمت في المظاهرات التي عارضت الحرب على العراق عام 2003 وسفيرة منظمة اليونيسيف في الأمم المتحدة.

وعُرفت أيضاً بتعاطفها مع القضية الفلسطينية، مما خلق لها مشاكل واتهاماتٍ كبيرة. كانت أيضاً ناشطة سياسية منذ فترة طويلة، تدعم منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الجمهوري الأيرلندي الذي كان منظمة شبه عسكرية وجيشاً مؤقتاً سعى لتحرير أيرلندا الشمالية من الحكم البريطاني وإعادة توحيدها مع الجمهورية الأيرلندية، وفقاً لدائرة المعارف البريطانية.
أعمال كثيرة متنوعة تعكس قناعاتها وجوائز عالمية
تعد حياة فانيسا المهنية غنية جداً بالأعمال المتنوعة والجوائز الكثيرة التي تم ترشيحها لها، فضلاً عن قائمة من جوائز الأوسكار والإيمي والغولدن غلوب التي فازت بها.

فقد فازت عن أدائها المثير للجدل كضحية بمعسكر اعتقال نازي، في الفيلم المقتبس عن مسرحية آرثر ميللر Playing for Time عام 1980 بجائزة إيمي. وعلى الرغم من كونها داعمة منذ فترة طويلة، لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد تعرضت لانتقادات واسعة لقبولها الدور.

كما حصلت على ترشيحها لجائزة الأوسكار عن دورها في تأليف فيلم هنري جيمس The Bostonians عام 1984. وحصلت على ترشيح أوسكار عن عملها في فيلم Howards End عام 1992 . كما حازت جائزتي غولدن غلوب.

كما أنتجت عدداً من الأفلام الوثائقية التي تعكس قناعاتها أيضاً، حيث قامت بتمويل ورواية فيلم وثائقي بعنوان The Palestinian عام 1977 حول أوضاع الفلسطينيين وأنشطة منظمة التحرير الفلسطينية وفيلم Occupied Palestine "فلسطين المحتلة"عام 1980.

رُشحت للأوسكار 6 مرات وفازت مرة واحدة!
على الرغم من ترشيحها لنيل جائزة الأوسكار ست مرات، فإن فانيسا فازت بها مرة واحدة. لم يكن ذلك بسبب ضعف في موهبتها الطاغية؛ بل بسبب قوة آرائها السياسية المؤيدة لفلسطين، خاصة لمشاركتها في فيلم وثائقي يتناول القضية الفلسطينية عام 1977، لذلك حاربتها المنظمات الصهيونية في أمريكا وحاولت أن تحول بينها وبين الجائزة.

وعندما أعلنت الأكاديمية ترشيحها لنيل جائزة "أفضل ممثلة مساعدة" في فيلم "جوليا" عام 1978، الذي لعبت فيه دور امرأة ألمانية تقف ضد الممارسات الفاشية التي مارستها النازية ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، قادت منظمة الدفاع اليهودية حملة عنيفة ضد حصولها على جائزة الأوسكار وضد حضورها الحفل لتسلُّم الجائزة.


وخرج بعض اليهود في مظاهرات قاموا فيها بحرق دُمَى على هيئتها، حتى إنهم حاولوا تفجير إحدى السينمات حيث كان يعرض الفيلم.

خطابها الذي فجَّر غضب الكيان الصهيوني
صحيحٌ أن أفلامها عن القضية الفلسطينية لم تحصد أي جوائز عالمية، لكنّ إيمان فانيسا بمعتقداتها وشجاعتها في الدفاع عنها كان واضحاً في جميع نشاطاتها الحياتية والمهنية، حتى عند تسلمها جائزة الأوسكار، لم تتردد الممثلة الشجاعة في مهاجمة إسرائيل عند إلقائها خطاب الشكر.

عندما أعلن الفنان جون ترافولتا فوز الممثلة المسرحية والسينمائية والناشطة الحقوقية والسياسية فانيسا ريدغريف بجائزة أفضل ممثلة عن فيلمها "جوليا" عام 1978، صعدت فانيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها وأصبح حلم تسلُّمها الجائزة حقيقة رغم كل محاولات منعها من الفوز والوصول إلى هذه المنصة.

كان الفيلم الوثائقي "الفلسطيني" الذي أنتجته فانيسا قبل تسلُّمها الجائزة بعام واحد، والذي يدعم منظمة التحرير الفلسطينية ويدين الكيان الصهيوني المحتل وأعماله الإجرامية ضد الفلسطينيين، هو ما أثار الضغينة ضدها وأصاب الجماعات الصهيونية بصدمة عند اختيارها لتمثِّل في فيلم "جوليا".

جاء رد فانيسا عندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها الذي شكرت فيه القائمين على الحفل وأثنت على اختيار الفائزين، مشيدة بصمودهم وشجاعتهم ضد التهديدات الموجهة لهم من قبل "حفنة من الصهاينة السفاحين" كما وصفتهم، وفقاً لموقع Biography.

موضوع يهمك : ليلى موران.. مقدسية في البرلمان البريطاني تناضل للاعتراف بفلسطين

في تلك اللحظة، ضجَّت القاعة بصيحات الامتعاض والغضب من كلمات فانيسا، حتى إن السيناريست بادي تشايفسكي صرح بشكل واضح، بانزعاجه من كلماتها في الحفل نفسه عند تقديمه الفائز بجائزة أفضل سيناريو، وأنه لا يجب استغلال الفوز بالجائزة في الدعاية للآراء السياسية.

دعمها لقضايا الشعوب واللاجئين مستمر
لم تتوقف فانيسا مع تقدمها في العمر عن دعم قضاياها عبر فنها، فانتقلت من التمثيل إلى الإخراج الفني. وفي عام 2017، ظهرت ريدغريف لأول مرة، مخرجة في فيلم Sea Sorrow، وهو فيلم وثائقي عن أزمة المهاجرين الأوروبيين ومحنة المهاجرين المخيمين خارج كاليه بفرنسا؛ في محاولة للوصول إلى بريطانيا.

كانت حادثة غرق الطفل السوري آلان الكردي، الذي فرَّ عبر البحر مع عائلته من الحرب في سوريا، هي الشرارة التي دفعت فانيسا إلى الخوض في تجربة جديدة للإخراج مع ابنها كارلو نيرو، للتحدث عن معاناة اللاجئين الفارّين من الحرب إلى المجهول، بحسب صحيفة The Guardian.

انتقدت فانيسا في الفيلم بشدة، سياسة الإقصاء التي تنتهجها الحكومة البريطانية تجاه اللاجئين، واصفةً إياها بانتهاك حقوق الإنسان، وأنه يجب توظيف محامين لمقاضاة الحكومة؛ لإجبارهم على الانصياع للقانون.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي