متى يزول الليل عن عروبتنا ؟

2020-10-20

عبد العزيز مثلوثي*

 

متى يزول الليلُ في وطني؟

ليسَ الغريبَ غريبُ الدار والسكن

إن الغريبَ غريبُ الفكر في الوطن

إن الغريبَ في أرضي وفي وطني

يعيشُ حياة الضيم والوهن

كيف أصيرُ هنيء البال متًزنا

وأرضي تُغتصب في السرّ وفي العلن

أبيت الليل مهووس بمسألة

لا حلً يظهر فيها لممتحن

بلادُ العرب، من هو ساكنها؟

صنفٌ من الإنس أم صنفٌ من الجن؟

كتابُ اللّه حفظناه بلا فهم

فعمّ كثيرٌ من البدع وغرائب السنن

والغدرُ شيمتنا والذلّ وانقلب

إيماننا كفرا وبحرا من الفتن

والوسخ من الإيمان والذبحُ حرفتنا

وحياتنا مُزجت بالفرّ والشّن

كل المبيعات تهاوت في سوق مدينتنا

إلًا البنادق فيها وتجارة الكفن

سلوا التاريخ والتاريخ يُنصفني

كم سال دمٌ في أرضي وفي وطني؟

ومن عهد عثمانَ والأقدارُ تصفعنا

وكم صادفتنا من شدائد المحن؟

لا نفقه شيئا، وفي مجالسنا

«حرامٌ هي الخمر ودراسة الفنّ

والعلم شعوذة والشيخ أعلمنا

يشفي من الوجع ويجود بالمنً»

يا أمًّة ضحكت على ذقنها أمم

والذقن نال من الأوحال والعفن

أراقب القمر والنجم واسأله

فتدمعُ عيناه ويخجل مني

متى يزول الليل عن عروبتنا؟

وتضيء منارتنا من الأقصى إلى اليم.

 

  • كاتب من تونس

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي