بيروت: استشارات التكليف بين الإبقاء على موعدها الخميس وتأجيل الخلاف إلى مرحلة التأليف

2020-10-18

في وقت أطفأ اللبنانيون الشمعة الأولى لانتفاضة 17 تشرين/ أكتوبر وأضاؤوا شعلة الثورة من أمام موقع الانفجار في مرفأ بيروت، فقد دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “بألم تجاهل المنظومة السياسية عمداً وإهمالاً وإزدراء مطالب المتظاهرين”، مستغرباً في عظة، الأحد 18أكتوبر2020، كيف “لا تهزّها ثورة ولا تفجير مرفأ، ولا تدمير عاصمة، ولا انهيار اقتصادياً، ولا تدهور مالياً، ولا وباء، ولا جوع، ولا فقر، ولا بطالة، ولا موت أبرياء. فلا تؤلف حكومة، ولا تحترم مبادرات صديقة، ولا تجري إصلاحات، ولا تفاوض جدياً مع المؤسسات المالية الدولية”.

واعتبر الراعي أن الشعب فقد الثقة بالجماعة السياسية والدولة، والمسؤولون السياسيون من جهتهم فقدوا الحياء واحترام الشعب والعالم، والقيمون على الدولة عطّلوا دورها ككيان دستوري في خدمة الشعب والمجتمع”، مضيفاً “لا أحد بريء من دم لبنان النازف. المسؤولية جماعية والحساب جماعي.

وفي إشارة ضمنية إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أرجأ الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة سأل الراعي “من منكم، أيها المسؤولون والسياسيون، يملك ترف الوقت لكي تؤخّروا الاستشارات النيابية وتأليف الحكومة؟ من منكم يملك صلاحية اللعب بالدستور والميثاق ووثيقة الطائف والنظام وحياة الوطن والشعب؟ إرفعوا أياديكم عن الحكومة وأفرجوا عنها. فأنتم مسؤولون عن جرم رمي البلاد في حالة الشلل الكامل، إضافة إلى ما يفعل وباء كورونا”.

وبعد وقت على عظة البطريرك الماروني، أفادت وسائل اعلام لبنانية، أنّ الاستشارات لتكليف رئيس حكومة جديد، في موعدها الخميس المقبل، نافية وجود أيّ توجّه لتأجيلها، وقالت إن “المشكلة التي أرجئت من أجلها الاستشارات الخميس الماضي ستنتقل إلى مرحلة التأليف حيث لا يمكن إعطاء كتل ما يحجب عن كتل أخرى”.

وكانت معلومات ذكرت أن الرئيس عون قد يرجئ الاستشارات مرة جديدة طالما لم يتم إتصال بين الرئيس سعد الحريري المرشح لتأليف الحكومة وبين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على غرار الاتصالات التي أجراها الحريري ببعض القيادات للوقوف على رأيها ومطالبها في التشكيلة الحكومية.

 

في غضون ذلك، فإن البعض ربط بين زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى فرنسا آتياً من واشنطن وبين الاتصالات الجارية لتسهيل الموضوع الحكومي. وسيعقد إبراهيم اجتماعاً مع أحد أعضاء فريق عمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واجتماعاً آخر مع رئيس الاستخبارات الخارجيّة برنار ايمييه، الذي يتابع أيضاً الملف اللبناني، ورئيس الاستخبارات الداخليّة لمتابعة ملفات أمنيّة.

وفي إطار المواقف الروحية المندّدة بتأخير تشكيل الحكومة سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عودة “ألا تثبت المماطلة في اتخاذ القرارات المهمة أن دولتنا مائتة ومميتة في آن؟ لمَ كل هذا التردّد والتأجيل في تشكيل حكومة تنقذ الوطن الجريح والشعب الكسيح؟ لمَ كل تلك الإجراءات الخانقة والعراقيل الواهية؟ لمَ لا نطبّق الدستور وننفّذ بنوده دون اجتهاد أو تحريف؟ هل بسبب عبادة الأنا؟”، مشيراً إلى “أن اللبنانيين ما زالوا يصفّقون للزعماء الذين يهدرون مستقبلهم ومستقبل أولادهم، ويضيّعون الفرصة تلو الأخرى لإنقاذ البلد، ولا يهتمون للوقت الذي يمرّ، ويجرّ وراءه ما تبقّى من أمل في انتشال البلد من الحضيض، متمسكين بمماحكاتهم التافهة ومطالبهم العقيمة. ما زال عدد الوزارات وأسماء الوزراء والحصص أهم من مصير لبنان واللبنانيين”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي