يا أبا الزهراء - لبنى شرارة بزي *

2020-10-16

سيدي يا رسولَ الرحمة

أتيتُ لاجئةً إلى حماك
مُنْضمّةً على جراحاتٍ عميقةٍ
مكابرةً عليها
عيوني تُشِعُّ لهفةً إلى لُقياك
يتسارعُ قبلَها نبضُ قلبي
وحين ينبلجُ فجرُ سناك
يمتصّ رَهَقَ البعد عن ديارك
فاذا ما نطقت اسْمكَ في دعائي
حلّتِ السكينةُ ووُلد الرجاءْ
يا سرَّ الوجود.. يا سيد الانامْ
في ذكرى مولدك العظيم
يجتاحني الحنين
وشوقٌ يُواري الاحزانْ
في كل يومٍ..
تعود ذاكرتي إلى ذاك الصباح
وانا تظلّلُني السكينة في جوارك
أتأمّل شروق الشمسِ
يُطلّ بحمرته الطاغية
وأغذّ الخُطا إلى مرقدك الشريف
لأشمَّ عبيرَ الجنانْ
وتسعَدُ روحي بصلاةٍ
في مسجدٍ تَؤمّه ملائكة الرحمن
سيدي..
أشكو إليك ما ألمّ بنا في نؤاك
فالظلم قد نما وانتشر
وأيدي الظالمين تعلو..تتجبّر
و الحقّ أضحى غريبا
والرياء أزاح الخُبزَ والملحَ والدواء
أينك سيدي تنادي
فتوقظ أمةً غارقةً في السبات
أتيتك مُلتمِسةً من يدك الكريمة
أن تمسحَ السوادَ عن حِقبةٍ
تتابعت في خضمّها الويلات
فكلُّ يومٍ..


تُولدُ في بلاد المسلمين ألفُ مصيبةٍ
وتُسجن الحُرِّيات
أين يدُك الكريمة تدقُّ أبوابَ الفقراء
تُهشّم دوارقَ الدمع المراق
في زمن الجاهلية الجديدة
كما هشّمت الأصنامَ
في زمن الجاهلية القديمة
و تسدّ رمق الجوع الأبكم
وتُنهي أنّات الثكالى والمحرومين
أينك تعيد القبلةَ الأولى للمسلمين
إليك بعد الله نشكو سوء الحال
فقد استفحل الشرّ في الارض
حتى عظم البلاء
سيدي يا ابا الزهراء..
في يومك المبارك..
تشخصُ الأبصار إلى مناراتك
مؤمِّلةً أن يعودَ نورُ هدايتك
ليمحوَ عصرَ الجاهلية الثانية
ويعيد إلى الكون المحبةَ والسلام


.........................................................


ملاحظة: {ألقيتها(٢٠١٩) في الأمسية الشعرية التي اقامتها رابطة شعراء اهل البيت في ميشغان في ذكرى ولادة الرسول الاعظم عليه وعلى آله افضل الصلاة وأتمّ التسليم}.
* شاعرة لبنانية أمريكية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي