رغم دعمها لسد النهضة..

الصين تواصل توسيع استثماراتها الضخمة في مصر

ريفاثي كي جي - أوراسيا ريفيو
2020-10-15

كانت مصر والصين مهد حضارتين عظيمتين. وكانت مصر أول دولة عربية أفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين في 30 مايو/أيار 1956.

ومنذ ذلك الحين حافظت الدولتان على علاقات ودية مع بعضهما البعض. وتسبب الربيع العربي عام 2011، والإطاحة بالديكتاتور "حسني مبارك"، في أزمة سياسية واقتصادية في القاهرة. وتواصل الحاكم الجديد للبلاد آنذاك "محمد مرسي"، مع الصين لإقامة علاقات أوثق لمواجهة النفوذ الأمريكي في البلاد. 

 

مجالات التعاون البارزة

وكانت العلاقات بين مصر والصين اقتصادية في المقام الأول، مع استثمارات صينية واسعة النطاق في البنية التحتية بمصر.

ووصلت التجارة الثنائية بين البلدين إلى 5.2 مليار دولار في الأشهر الـ7 الأولى من عام 2020 وسط التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الوباء.

وتصدر الصين بشكل رئيسي المنتجات الكهربائية والصلب إلى مصر، بينما تصدر مصر المنتجات الزراعية بشكل رئيسي إلى الصين.

وينمو التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي بسرعة كما أن هناك توافقا كبيرا بين "رؤية مصر 2030" ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية. 

استثمارات صينية في مصر

ونفذت الصين بعض مشروعات البنية التحتية الكبرى التي تلعب دورا حيويا في خطط الإنعاش الاقتصادي في مصر.

موضوع يهمك : المعركة الأخيرة حول الاتفاق النووي الإيراني قبل الانتخابات الأمريكية

ومن أهم المشاريع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة على بعد 45 كم شرق القاهرة. ومن المفترض أن يوفر هذا المشروع مساكن لنحو 5 ملايين شخص وآلاف الوظائف للسكان.

وقدمت الصين المساعدة منذ البداية في عام 2015 من خلال توقيع مذكرة تفاهم من قبل هيئة التعاون الهندسي الحكومية الصينية، خاصة بشأن بناء المباني الوزارية.

وفي عام 2016، وافقت شركة "تنمية الأراضي الصينية" على استثمار 20 مليار دولار أمريكي في مصر على مدى 10 أعوام.

ويتضمن استثمار الشركة في منطقة الأعمال المركزية بناء 20 برجا، من المفترض أن يبلغ ارتفاع أطول برج فيها 385 مترا، وسيكون هذا البرج الأطول في أفريقيا. 

ويعد تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر مشروعا ضخما آخر. وتقع منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر بالقرب من قناة السويس، على بعد نحو 120 كم شرق القاهرة.

وتم إطلاق المشروع عام 2008، وجرى توسيعه في عام 2016. وتعد هذه القاعدة الصناعية الدولية جزءا حيويا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وستوفر عددا لا بأس به من الوظائف.

موضوع يهمك :هل تشتعل حرب أسعار نفط جديدة بين السعودية وروسيا؟

وتشمل المرحلة الأولى عند اكتمالها 84 شركة، وهي الآن في مرحلتها الثانية، حيث سيتم جذب 150 شركة أخرى حسب تخطيط المشروع.

وكانت البنية التحتية للموانئ في مصر عامل جذب رئيسي للمستثمرين الصينيين، بدءا من الاستحواذ على حصة 50% من ميناء الأسكندرية بواسطة موانئ "هوتشيسون" عام 2005.

وكان الهدف من الصفقة تشغيل وإدارة محطتي حاويات في مينائي الأسكندرية والدخيلة. واستحوذت شركة "كوسكو باسيفيك" المملوكة للدولة الصينية على حصة 20% لتشغيل محطة حاويات قناة السويس في ميناء شرق بورسعيد عام 2008.

ووفقا لوكالة "شينخوا" الصينية، ففي عام 2018، بدأت شركة "تشاينا هاربور" في إنشاء المرحلة الرئيسية لحوض جديد في ميناء العين السخنة.

وفي أغسطس/آب 2019، وقعت مصر مذكرة تفاهم مع موانئ "هاتشيسون" لإنشاء محطة حاويات متوسطة في أبو قير.

ومن المتوقع أن تتحمل هذه المحطة ما يصل إلى مليون حاوية سنويا وتوفر فرص لأكثر من 1500 مصري بمجرد تغطية جميع المراحل. 

بالإضافة إلى ذلك، مولت الصين أيضا مشاريع نقل مختلفة، تشمل قطارات عالية السرعة. وكان آخرها القطار الكهربائي بين مدينة السلام والعاصمة الإدارية الجديدة.

وأعلن تعاون السكك الحديدية الصينية و"تشاينا إكزيم" أنهما سيمولان نظام عبور بالسكك الحديدية الخفيف يزيد من الاتصال بالعاصمة الجديدة.

وفي الآونة الأخيرة، فاز "كونسورتيوم صيني" بمناقصة بقيمة 9 مليارات دولار أمريكي لبناء سكة حديدية عالية السرعة تغطي 543 كيلومترا تربط العلمين بالعين السخنة، والتي بمجرد اكتمالها ستكون أطول خط في الشرق الأوسط.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي