هل تشتعل حرب أسعار نفط جديدة بين السعودية وروسيا؟

منتدى الخليج الدولي
2020-10-11

كانت الأشهر الستة الماضية صعبة على العلاقات الروسية السعودية، فقد أثار خطاب الرياض المتسم بالمواجهة خلال حرب أسعار النفط بين روسيا والسعودية في مارس/آذار، وما تلاه من انسحاب لصندوق الاستثمارات العامة السعودي من أكبر استثمار في صناعة الطاقة في روسيا، تساؤلات في موسكو بشأن طبيعة علاقات الكرملين مع السعودية.

وجاء هذا التوتر السعودي الروسي بعد تقارب ملحوظ حيث جرى الاتفاق على خفض إنتاج النفط بين "أوبك" بقيادة الرياض والدول غير الأعضاء في "أوبك" بقيادة موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وبعد ذلك بعام كانت أول زيارة على الإطلاق لملك سعودي إلى روسيا تضمنت خطط استثمار مشتركة ضخمة، خاصة في قطاع الطاقة.

واستثمرت السعودية في نهاية المطاف 2.5 مليار دولار في الاقتصاد الروسي، ومع ذلك، كان هذا الرقم أقل بكثير من الـ10 مليارات دولار الموعودة.

ومما أثار استياء الكرملين؛ أن الصفقات السعودية تجنبت في الغالب مشروعات الطاقة. وبما أن روسيا كانت محرومة من فرص التمويل طويلة الأجل بسبب العقوبات الغربية على ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، فقد كانت تأمل في جذب الاستثمارات السعودية في مشاريع النفط والغاز الكبيرة، حتى إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تولى زمام الأمور بنفسه عندما اقترح على وزير الطاقة السعودي آنذاك "خالد الفالح" استثمارًا في مشروع شركة "نوفوتيك"؛ "Arctic LNG 2".

موضوع يهمك : الفرصة الضائعة.. استفادة السعودية من رئاسة قمة العشرين تتطلب قرارات جريئة

ومع ذلك، ابتعد السعوديون عن مشاريع الطاقة الروسية، مما تسبب في خيبة أمل كبيرة لدى موسكو.

ثم جاءت جائحة "كورونا"، التي تسببت في أكبر تدمير مفاجئ للطلب في تاريخ صناعة النفط، وأدى انخفاض الطلب إلى انخفاض أسعار النفط إلى مستويات متدنية بشكل تاريخي، كما أدى إلى اختبار الشراكة الناشئة بين أكبر مصدرين للنفط في العالم

فقد أدى الخلاف حول كيفية الاستجابة للأزمة في أوائل مارس/آذار إلى انفصال مؤقت بين الرياض وموسكو، لا يمكن إصلاحه إلا بوساطة واشنطن.

هل يمكن إنقاذ العلاقة

أعاد الطرفان في النهاية تنشيط اتفاق "أوبك+"، لكن العلاقة كانت قد عانت بالفعل من أضرار كبيرة، فقد أعلن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية عن انسحابه من أكبر استثمار في مجال الطاقة في روسيا، والذي كان عبارة عن استحواذ على 30% من شركة "نوفوميت"، كبرى شركات تصنيع معدات النفط والغاز في روسيا.

وبرر صندوق الثروة السيادي السعودي قراره إنهاء مفاوضات العقد بالإشارة إلى حالة عدم اليقين في الأسواق. 

كان هناك مؤشر آخر على التوترات الروسية السعودية عندما أغضبت الرياض موسكو من خلال حرصها على توريد النفط إلى بيلاروسيا، التي كانت في ذلك الوقت منخرطة في مفاوضات توريد النفط مع موردها التقليدي، روسيا.

سلمت السعودية شحنة النفط الأولى من نوعها إلى بيلاروسيا في أبريل/نيسان، لتنضم إلى الإمدادات غير الروسية إلى بيلاروسيا والتي تعزز موقف مينسك التفاوضي وتقوض ذلك الخاص بموسكو.

ومع ذلك، لا يزال اتفاق "أوبك+" فعالًا ويشكل حجر الزاوية في العلاقة بين موسكو والرياض.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي