يا ابنةَ الليل!

2020-10-10

لوحة تحت ضوء القمر،1881، للفنان الإنكليزي جون غريمشاو

ندى الحاج*

لانَ القمرُ عند سماعِه صوتَ النهر

"هل أنتِ مَن طرَقَ بابي، يا ابنةَ الليل؟"

- لمْ أشأ تعكيرَ هالتِكَ، سيدي القمر

خلتُكَ تسكرُ بسحْرِكَ، ولا تنام

"أسهرُ على سيْرِ الليل، وأسكرُ مثلكِ، بأحلامٍ لا تزول"

- تهزُّني، سيدي القمر، وتُعرّيني بصفوِكَ

تنفضُ عني غلالَتي، وتوشِّحُني بغَمْرِكَ

 تنافسُ البحرَ على حبّي، وأختارُكَ في سِرّي

تكتَّمْ عليَّ، أنا المجنَّحَةُ في حبِّكَ!

"أحببتكِ منذ ولدتِ، وأغدقتُ عليكِ

كم خلَّصتُكِ من حرائقَ، وأطفأتُ جليدًا حاصَركِ

أحميكِ بخفَقاني حتى في اختفائي"!

- بيني وبينكَ حلفُ سماءٍ يربطُنا

لا تفكُّهُ شمسٌ، ولا يكسِفُه بريق

"نامي، يا ابنةَ الليلِ على جفوني، وقد هلَّتْ نجمةُ الصُبحِ

نامي وهَدْهِدي أشعارَكِ في ضوئي

لتحلوَ وأحبَكِ أكثر"

- شَرِّعْ أبوابَ نومي، ولا تُطفِئ شموعي

بيني وبينكَ أغوارٌ لم نُعبِّدْها بعْد

ابيضَّتِ الظلمةُ، وانهارتْ قممُها بنفْحةِ ريح...

 

  • شاعرة لبنانية






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي