قتل 200 مليون شخص..

الموت الأسود أخطر وباء هدد البشرية قبل كورونا

2020-10-07
ما يقرب من عام كامل ، يسعى علماء العالم في التوصل لطريقة لوقف تفشي فيروس كورونا التاجي ، الذي اجتاح كافة البلدان بداية من أواخر العام الماضي 2019، وبدأ في الصين، ومنها غزا كافة الدول، ولعى مدار تلك الأشهر، لم يكن بمقدور الأطباء والعلماء سوى بحث كل ما يتعلق بالفيروس الجديد، في محاولة لتقليل عدد الإصابات و الوفيات . 
مع مرور الوقت زادت الإصابات و ارتفعت الوفيات، وزادت شراسة الفيروس لأشهر طويلة، والعلماء مازالوا يبحثون تطوير اللقاح، وتتنافس كبرى دول العالم في التوصل للقاح لإنقاذ البشرية من الوباء، حتى بدأ الأمل يلوح في الأفق منذ شهرين حين أعلنت روسيا توصلها للقاح ، وكذلك اللقاح الأمريكي والألماني ، والصيني أيضا. 
بعد معركة دامت عام ، استطاع العلماء حصار الفيروس لتطوير اللقاح ، وذلك من حسن حظ البشرية حاليًا، لكن من قرون مضت كانت هناك العديد من الأمراض و الأوبئة التي هددت البشرية ولم يتم التوصل للقاح لها، وحصدت أرواح ملايين الأشخاص حول العالم . 
الأوبئة الأكثر فتكًا بالبشرية
الأنفلونزا الأسبانية ، أنفلونزا الخنازير، الكوليرا ، الإيدز ، فيروس سارس .. كلها أوبئة غزت العالم منذ سنوات طويلة وكانت كفيلة بإنهاء العالم، لكن أخطرها على الإطلاق كان وباء الطاعون الدبلي وهو ما عرف باسم الموت الأسود . 
 
 
الطاعون الدبلي هو أكثر الأوبئة فتكًا على مر التاريخ، وقد انتشر بين عامي 1347 و 1351، وتسبب في وفاة ما يقرب من 200 مليون شخص حول العالم، ويعتقد أنه نشأ في الصين أو بالقرب منها، ثم انتقل إلى إيطاليا وبعد ذلك إلى باقي أنحاء أوروبا، ثم إلى مختلف دول العالم.
تاريخ الطاعون الدبلي
في نهاية العصور الوسطى (1340-1400) مرت أوروبا بأفتك وباء طاعون مسجل في تاريخ البشرية وهو "الموت الأسود"، و الذي كان وباء طاعون دبلي واسع الانتشار، حيث أنه بدأ في عام 1347 و حصد أرواح ثلث سكان أوروبا، و يعتقد أن ذلك أدى إلى جعل المجتمع أكثر عنفًا بسبب تزايد نسبة الوفيات، والتي أرخصت قيمة الحياة البشرية وبالتالي عملت على ازدياد الحروب والجرائم، والثورات الشعبية وما تبعها من موجات جلد وتعذيب و محاكمات واضطهاد . 
أُخذ تعريف الطاعون الدبلي بالموت الأسود عام 1832 من الطبيب الألماني يوستوس هيكر في كتابه الموت الأسود في القرن الرابع عشر،وكان لهذا الكتاب صدى كبير، خاصة أنه صدر خلال وباءٍ للكوليرا، و ترجم الكتاب إلى الإنجليزية في عام 1833 ونشر عدة مرات ومنذ ذلك الحين استخدمت عبارة (الموت الأسود)، وخاصة في المناطق الناطقة الألمانية والمناطق الناطقة بالإنجليزية، إشارةً إلى وباء الطاعون في القرن الرابع عشر.
الطاعون الدبلي كان يظهر في فصول الصيف في منطقة البحر المتوسط، أما في شمال القارة الأوروبية، فكان الطاعون أغلب الظهور في فصل الخريف، و لأن الوباء تسبب في وفاة الكثير من الطبقة العاملة، ارتفعت قيمة الأجور بسبب الازدياد على طلب الأيدي العاملة، و رأى بعض المؤرخين أن ذلك كان بمثابة نقطة التحول في تطور الاقتصاد الأوروبي.
أما الطاعون فهو مرض معدي قديم تسبب في كثير من الأوبئة التي حصدت الملايين من الأرواح في العصور القديمة والوسطى، وكان يسمى بالموت الأسود نظرًا لانتشار بقع نزفية منتشرة تحت الجلد من ضمن ما يحدثه من أعراض، ومع ظهور أي وباء جديد قاتل مثل الإيدز يُطلق عليه «طاعون العصر» إشارة لما يمكن أن يسببه من خسائر في الأرواح.
ماهو الطاعون الدبلي؟ 
الطاعون الدبلي هو  إلتهاب في الجهاز اللمفي، ويحدث نتيجة لدغة من برغوث مصاب، وسبب الطاعون نوع من البكتيريا تسمى يرسينيا طاعونية نسبة إلى مكتشفها الأول الطبيب الفرنسي السويسري ألكسندر يرسن.
هذه البكتيريا تحتفظ بها القوارض مثل الفئران، وتتكاثر بداخلها وتنمو، وتنتقل عدواها إلى الإنسان عن طريق البراغيث التي تلدغ الفأر المعدِى ثم تلدغ الإنسان، أو نتيجة عض الفئران المعدية للإنسان بشكل مباشر، أو من إنسان إلى آخر بشكل مباشر عن طريق الرذاذ والكحة والعطس في حالة الطاعون الرئوي.
تظهر أعراض الطاعون الدبلي على المصاب في خلال يومين إلى 5 أيام من الإصابة بتلك البيكتريا ، ومن الأعراض : قشعريرة ، سوء عام في الحالة الصحية، ارتفاع درجة حرارة الجسم ، وتشنجات عضلية . 






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي