الظل يرافقك

الأمة برس
2008-06-23
جميل حاجب

المرأة الواقفة

على  الرصيف

تنظر إليك

وكأنها تعرفك جيدا

أو تراك الحلم

تقول :

لكل امرأة فارس

يأتي من جهة غامضة

ممتطياً الحصان الأبيض

يلقي التحية

ثم يرد النبع

هل أنت هو ؟

أم الفراغ يتسلل

إلى أعماقك

ولا تجد شيئا

تملأ به الحقيبة

التي تحملها

منذ الوطن

 الظـل يرافقك

من غير أن يسأل :

إلى أين يأخذنا الطريق ؟

هذا اليوم

ليس سوى نسخة

ليوم لا يعود

فهل تعود الطفل

يركض تحت المطر

الطين يلطخ ثوبه

والشوك ينغرس

 في قدميه العاريتين

فينزف الدم احمرا

يقطب حاجبيه

ويقارع طواحين الهواء

تماماً كالمحاربين القدامى

يقطنون الخرافة

والكتب  المدرسية

بوجوههم الكاحلة

والشوارب الطويلة

يلعب الغماية

في سفل البيت

أو في خرابة ؟

للزمن البعيد

 وللأشباح يطل برأسها

في حكاية الأمهات

فتضحك كالمجنون

إذ يشمر سيفه الخشن

في وجه العدو المتمترس

يرمي قبعته عاليا

فتحط على رأس عابر

أو واجهة محل

تلتفت يمينا

تلتفت شمالا

كمن يحن عن .......

تعقد معه الصفقات

فيزدحم بالإثارة

والوعود

في الريح العاصف

الشجرة تنحني

كي تقاوم الشر

بالحيلة

في الحفر الفاغرة فمها

 الجرذان تتناسل

 تقول للشرطي

تعطي الضوء الأخضر

 للعربات تمر

 وللوقت يتوقف قليلا

للرجل الشارد

 الذي يسمى أنت :

لو  الحانة

تفتح بابها

ستدخل للتو

تلقي الجسد  المرهق

على كرسي

من قصب الخيزران

تشرب الكأس

النشوة في  الكأس

بعدها

تغدر الصحو

المزاج رائق

والمرايا تعكس

أكثر جمالاً

هكذا تتوهم

انك بلا شبيه

فتتهم العالم بالجدب

المرأة الواقفة

على الرصيف

تنظر إليك

وكأنها تعرفك جيداً

أو تراك الحلم

تقول :

بعد أن يهدأ الشارع

والصور تتساقط

صورة

صورة

 في ماء اللحظة

للغرباء

وللذين تعرفهم الدهشة

 الشمس تنسحب

كجيش مهزوم

تغلق عليك الباب

 وتجلس للذكرى

 

 - مايو 2008م

 

شاعر من اليمن










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي