أمي

2020-09-22

لوحة "الأمّ مادونا" للرسام الايطالي روبيرتو فيروتزي (1853ـ 1934)

وليد الهليس

 

ملأوا غرفة نومي

 

فضولًا وأسلحة.

 

وراءهم وجه أمي.

 

 أحببتها أكثر،

 

وهي تمسك الخيط،

 

عابرة به سم الخياط،

تحت عين البندقية.

فهمت ما لم تقله.

 

أخذوني.

عيونها المضيئة لم تدع قلبي،

وحيدًا.

 

فجرًا باردًا.

 

كانون بارد؛

 

معتم، وبارد.

 

والطريق معبدة باللكمات،

 

وأعقاب البنادق.

 

عشرين مرةً،

 

أوشكت قدمي تزل.

جاء ضوء عينيها لأتصلب،

 

لأتحسس خطوتي.

 

وقتها، خفت أن أخذل عينيك؛

 

أن أشي برفاقي.

 

لكن ابتسامتك كانت معي،

 

دائمًا،

 

في الغرف الضيقة.

 

مشيت بما يلزم من عناد،

 

مشيتي.

 

قطعت المسافة

 

بالأقل من الندم.

 

وما زلت أنقل الخطو،

 

بعد رحيلك:

 

شعر أبيض،

 

في الرأس؛

 

وفي القدمين،

 

شيء من التيه.

 

 عيوني تلمع شوقًا

 

لا جروح غائرة

 

لا كسور عميقة في القلب،

 

تحني جبهتي.

 

غير خدوشٍ، نلتها،

 

هنا، وهناك؛

 

خدوشٌ...

 

لم تنل مني.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي