الانتقام أم ضبط النفس.. كيف سترد إيران على مصادرة أمريكا لناقلاتها؟

ستاسا سالاكانين/ إنسايد أرابيا
2020-09-19

 

اعترضت الولايات المتحدة 4 سفن إيرانية في أغسطس/آب (بيلا وبيرينج وباندي ولونا)، وصادرت نحو 1.1 مليون برميل من النفط كانت على متنها متجهة إلى فنزويلا. فيما وصفت وزارة العدل الأمريكية الإجراء بأنه "أكبر مصادرة أمريكية للوقود الإيراني" 

واتهم أمر "مصادرة الشحنات" الصادر عن النيابة العامة الأمريكية إيران بإنفاق الدخل من صادرات النفط لأغراض عسكرية ودعم الإرهاب.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أنه "لم يتم استخدام أي قوة عسكرية في الاستيلاء على الشحنة"، ولم يتم احتجاز أي من السفن بشكل مادي، وإنما هدد المسؤولون الأمريكيون أصحاب السفن وشركات التأمين والقباطنة بفرض عقوبات عليهم لإجبارهم على تسليم حمولتهم.

وكان تنفيذ أمر المصادرة يستهدف كلاً من الحرس الثوري الإيراني وحكومة فنزويلا؛ كجزء من حملة "أقصى ضغط" التي ينتهجها الرئيس "دونالد ترامب" ضد الدولتين على أمل أن يؤدي هذا الإجراء إلى تثبيط المزيد من التجارة بينهما.

 

 موضوع يهمك : منذ التطبيع الإماراتي.. الفلسطينيون "ضحية" لعنف إسرائيلي متصاعد

 

وبالرغم من كون فنزويلا مصدرًا كبيرًا للنفط، إلا أنها لا تنتج ما يكفي من البنزين المكرر محليًا، وقد اضطرت لطلب الإغاثة من إيران بسبب نقص الوقود. 

بعد وصول 5 ناقلات إيرانية بنجاح إلى فنزويلا في مايو/أيار، صممت الولايات المتحدة على منع أي شحنات أخرى.

ووصف مسؤولون إيرانيون الخطوة الأمريكية بأنها غير قانونية وحذروا من أن إيران لن تتسامح مع مثل هذا السلوك. وفي مايو/أيار، قال الرئيس الإيراني "حسن روحاني" إن "أي عمل يشبه القرصنة تقوم به البحرية الأمريكية ضد شحنات الوقود الإيرانية إلى فنزويلا من شأنه أن يؤدي إلى رد قاس".

كما هدد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان "إبراهيم  رضائي"، بأن أي إجراءات ضد السفن الإيرانية ستقابل برد سريع ومناسب.

فكيف سترد إيران على استيلاء الولايات المتحدة على ناقلات نفطها؟ فبالرغم من التهديدات، لم تتخذ إيران أي إجراءات انتقامية حتى الآن.

 

 موضوع يهمك : حصار داخل حصار.. كيف تضخمت معاناة تربية الأولاد في غزة؟

 

 

الخيار العسكري مستبعد

ويعتقد "تريتا بارسي"، المؤسس ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد "كوينسي" أن إيران ستستخدم كل السبل القانونية والسياسية المتاحة لها، لا سيما إذا اختارت عدم الرد عسكريا على الولايات المتحدة.

ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يؤدي أي هجوم قانوني أو دبلوماسي إلى تحقيق تقدم ملموس، حيث لم يُعرف "ترامب" ومساعدوه بامتثالهم للقانون الدولي والمعايير القانونية.

كما قال "روبرت موجيلنيكي"، الباحث المقيم في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "يعتقد مسؤولو إدارة ترامب أن حملة أقصى ضغط ضد إيران هي ضرورة دبلوماسية لذلك يواصلون البحث عن مبررات قانونية لتكثيف الضغط على الجمهورية الإسلامية".

وبينما يبدو أن إيران غير مهتمة بمزيد من التصعيد مع واشنطن، يرى بعض المراقبين في أنه سيتعين على طهران الرد على تصرفات الولايات المتحدة بطريقة ما، كما فعلت في يناير/كانون الثاني بعد اغتيال اللواء "قاسم سليماني".

دعا المتشددون الإيرانيون بالفعل إلى الانتقام وأوضحوا أن رد إيران يجب أن يكون مشابهًا لما فعلته الدولة عندما احتجزت الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" كإجراء مضاد لاحتجاز ناقلة النفط الإيرانية "جريس 1"، في وقت سابق من هذا العام.

لكن مثل هذا الخيار من شأنه أن يفاقم التوترات، ويقدم لـ"ترامب" مبررًا لمواجهة عسكرية مفتوحة مع الجمهورية الإسلامية.

وفي حين أن أزمة الناقلات الحالية لم تصعد التوترات إلى مستوى غير مسبوق، فإن "إيران لديها القدرات لتعطيل التدفق الحر للتجارة والملاحة عبر مضيق هرمز وشن هجمات أخرى على البنية التحتية الحيوية في الخليج مع الحفاظ على درجة عالية من الإنكار القابل للتصديق"، وفق ما يراه "موجلنيكي".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي