قصائد على منصة الإعدام - حسن النواب

نباح وغناء
في بلادي
لم يكن
باستطاعتي
ان اعترض
لأن الحكومة
ستشنق رقبتي
وكنت عندما
اشرب الخمرة
افتح النافذة
واظل انبح
حو .. حو
وأصيح (إكلاوات)**
فلربما
هناك
من يفهم
لماذا كنت انبح ؟
ولماذا كنت أصيح (إكلاوات)
وحين
وصلت الى أستراليا
عندما اشرب الخمرة
افتح النافذة
وابدأ بالغناء ..
(يا حريمة .. يا حريمة ..)
لكن المشكلة
بقيت كما هي
لا احد
هنا ايضا
يفهم
هذا الغناء
ربما
اعود الى بلادي
مرة أخرى
و أنبح هناك
من جديد
ربما اعثر على من يفهم
من الحكومة الجديدة
هذا النباح
وهذا الغناء
سأحاول ان انبح وأغني هذه المرة ..
ماذا تقولون.؟

اعتراف

انا
انسان
مسلم
لكن
احب المسيح
كثيرا
اكثر
من الأنبياء الآخرين
والسبب
ان الأنبياء الآخرين
علموني
ان ادافع عن نفسي
بواسطة السيف
بينما يسوع
علمني
ان ادافع عن نفسي
بواسطة الغناء
ومع ذلك
اذا سألني احد الآن
ماهو دينك؟
اقول له:
انا
مسلم
دون تردد
نعم
انا
احب الإسلام
ولكن
كنت اتمنى
لو كان
النبي يسوع مسلما
وآخر الأنبياء.

هجــــــــوم

ماذا يعني
انا اقرأ لكم
قصيدة؟
نعم ..
من المؤكد
انتم تسمعون
الآن
هذه القصيدة
وربما تتأثرون بها
لكن بعد ان تنتهي
هذه الجلسة الشعرية
سنذهب جميعا الى البيوت
او الى المطاعم
او البارات
بعضنا
يذهب يلعب مع كلبه
او قطته
بعضنا
سيغازل زوجته
حتى تنام الى جنبه على السرير
بعضنا
يغسل ملابسه
التي لوثها شعري
بعضنا يشرب الواين
او يقرأ كتاباً
لكن هذه القصيدة
ستذهب الى النسيان
نحن جئنا نسمع الشعر هنا
ونحن نعرف ان هذا الشعر
ذهب مع جنون اوهامنا الى السماء
فلماذا نقرأ الشعر؟
ونحن لا نعرف
ماذا هو الشـِعر...
ولماذا نحن شعراء؟

خيــــانة

من هو
اكثر خيانة؟
الرجل
أم
المرأة ؟
الرجل يقول المرأة
والمرأة تقول الرجل ..
انا اقول
الإنسان.

زوجة الشاعـر

حين
عرفت زوجتي
سأقرأ شعرا هنا
وضعت يدها على قلبها
وقالت ربما ..
ترى شاعرة
وتتزوجها
وتنساني
اللعنة
على الشعر
وعلى من ابتكره أيضا.
ولذا جاءت معي الى القاعة
ليست لأنها تحب شعري
وانما لتراقبني
حتى لا اقترب من شاعرة جميلة
انها جالسة هناك في ركن القاعة
وهي غاضبة الآن.

نـار

رأيت نار الحرب انا
ورأيت نار المرأة
ورأيت نار الفقر
ورأيت نار السجن
ورأيت نار الغربة
ورأيت نار الخيانة
ورأيت نار الجنون
ورأيت نار حتى الله
ولكن
لم ار نارا

مثل نار الشعر
ليست هناك نار اشد ضرواة
من نار الشعر.

القـلم

مسكين
هذا القلم
في هذا الزمان
لا يحمله سوى الكتـّاب الفقراء
الجميع
يكتب عن طريق الكومبيوتر
خسرت شركة باركر
خسرت شركة شيفر
ليس هناك من يكتب بالقلم
غير الكتـّاب الفقراء
حتى المرأة
تكتب
بقلم احمر الشفاه
مسكين هذا القلم
ومساكين
هؤلاء الكتـّاب الفقراء.

مفارقة

اربعون سنة
في بلدي
نصف حياتي
امضيتها
في الحرب
سائق دبابة
جرحت
اكثر
من مرة
ولم احصل
على جنسية
وهنا في استراليا
بعد سنتين
حصلت على الجنسية
حين يسألني احدهم
ماهي جنسيتك
اقول
انا عراقي
رغم
اني
لا املك هذه الجنسية
حتى الآن.

الحسين

كل عام ..
اكثر من مليون مظلوم
يزور قبره الذهبي
في البلاد ..
الحسين مات عطشانا
وابنه الرضيع
قتله الأعداء بين ذراعيه
لأنه قال لا ..
المسيح
لا قبر له ..
والحسين
قبره من دموع
وحمام.
هناك
في بلادنا
نضع صورة الحسين
والمسيح
على جدران الغرف
وحين تطفأ الكهرباء
تنير الصورتان
في الظلام.

' شاعر من العراق مقيم في أستراليا
' ' 'إكلاوات' مفردة عراقية تعني ان كل شيء يمضي الى الخديعة والكذب والاحتيال