وفاة آمنة الدهشان.. الأسطورة النسائية المصرية المدهشة لمقاومة المحتل

2020-09-10

شيماء عبد الله

قبل 5 قرون، استقرت قبيلة المزينة في مصر بعد نزوحها من أرض الحجاز. واختارت القبيلة أرض جنوب سيناء، لتكون في بيئة قريبة الشبه بتلك الصحراوية القادمة منها. وللقبيلة ثلاثة جدود، علوان وفراج وطرفا، ومن علوان كان الدهشان الجد الأكبر لآمنة فدائية الإسماعيلية، وأول امرأة تحصل على رخصة سلاح في مصر، لحماية أرضها وحرثها، فعاشت بطلة وماتت دون تكريم لائق.

عن عمر يناهز 96 عام، انتقلت آمنة الدهشان إلى رحمة الله، بعد حياة حافلة بالفداء والتضحية، والقوة التي لم تغادرها حتى في سنواتها الأخيرة.

23 عاما، منذ مطلع الخمسينيات وحتى حرب أكتوبر/تشرين الأول، لم يغادر سلاح آمنة يدها، شاركت به في العدوان الثلاثي، ثم حرب 67، ثم أكتوبر والثغرة.

لم تترك الإسماعيلية وقررت البقاء مع الفدائيين، تؤازرهم بالسلاح والمؤن، تتعرض في كل لحظة للموت، ولا تقول إلا ما يرضي الله "الحرة لا تهرب من أرضها".

ولدت آمنة الدهشان في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1925، وهي أول سيدة في مصر تحصل على رخصة سلاح، لصد هجمات الإنجليز على أرضها.

بعد معاهدة عام 1936 وتمركز القوات البريطانية في الإسماعيلية، كان لآمنة دور هام في مساعدة الفدائيين في هجماتهم على معسكرات الإنجليز، فكانت تساعد في نقل السلاح عبر نقاط التفتيش، مخبئة إياه داخل ملابسها، أو في عربة الخضار الذي كانت توهم الإنجليز ببيعه.

آمنة وأم رضوان، اثنتان من أشهر نساء الإسماعيلية، في عمر العشرينيات. لم تبحث الاثنتان عن الزواج والإنجاب، لكن كان لهما دور آخر سطر بحروف من نور في تاريخ محافظة الإسماعيلية، فكانتا تقومان بخطف الجنود الإنجليز وتسلميهم للفدائيين لقتلهم، وكان لهما دور بالغ الأثر في أحداث أكتوبر/تشرين الأول 1951. ووضعت آمنة مزارع والدها محمد الدهشان، تحت إمرة المقاومة، سواء لإخفاء السلاح أو إخفاء الفدائيين.

لم تنته مواقف آمنه الدهشان، حتى بعد ثورة يوليو/تموز، فقد رفضت التهجير إبان العدوان الثلاثي على مصر، وبقيت في الإسماعيلية وسط خراب فر منه الرجال، لكنها استمرت في حمايتها لأبطال المقاومة الشعبية، بعد أن انضمت لصفوفهم.

وفي حرب 1967، كانت تستقبل الجنود العائدين من الجبهة، تعالجهم وتطعمهم وتؤويهم، حتى انتهاء الحرب. وفي حرب 73، كانت معركتها الأخيرة ضد الإسرائيليين في الثغرة.

استمرت آمنة في القيادة السياسية والشعبية وفي العمل السياسي العام في المحافظة، حتى كَلَّ الذراع، وشابت الرأس وكلل الأبيض تاج الشرف فوق رأسها، وانتهت حياتها في صمت، بينما نعى المصريون "جميلة بوحيرد المصرية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي