تحت الأرض

2020-09-05

 

إياد السمان*

 نعم…

نحن شعوبٌ لا نفقه فن الحرية

نحن شعوبٌ لا تملكُ من قدرها

سوى لون الكفنِ وجدران وردية

نسيرُ وصوت السياط على ظهورنا

وأسنانُ الكلابِ تدرزُ جلودنا

وكل مطابخنا مراتع لذباب الخوف

والفرقِ الحزبية

نحنُ شعوبٌ تحيا

ما بين الأبواب وبين الريح

دعوها تصرخ..

واتركوها تصيح

ففي داخل كلّ منّا

هناك شباكٌ وهنالك طيرٌ جريح

ومدينة عتيقة وحبيبةٌ

نضع البندقية على النهدِ

وعلى الشفتين ننامُ ونستريح

……

شعوبٌ كحجارةِ هذي الأرض

تبحثُ عن قصائد الشعرِ

وفي بطنها أطفالٌ

تموتُ بلا عذرِ

تحت هذه الأرض هنالك سماء

هنالكَ فنٌ

وهنالك عطرٌ وغناء

تحت السجاد الأحمر

تقعُ ممالكِ الحبِ

وتقامُ مجالس الشعراء

تحت السجاد الأحمر

مرت قوافل الأنبياء

فهنا يتكور ثدي الحرية

وينمو زيزفون

وتبتلُ أجسادنا من عرقِ النداء

هنا رماد السجائر

تهذي المدينةُ

تسأل عن ابنها المسافر

هنا لا مكان لسلطان

يدوس على الأوطان

أو صاحبَ عرشٍ يغتالُ

في صوتنا الحناجر

فهنا نعشق وهنا نثور..

حيث لا موت يخطفنا

ولا أصوات للمقابر

بل كلّما غرقنا هنا نحيا

نكتب قصصاً عن الحبِ

فهنا نعشق وهنا نثور..

ومن هنا نصنع الضفائر

 

  • شاعر سوري






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي