كيف تكتشفينه.. بكاء رضيعكِ قد يكون اضطرابا عصبيا

2020-08-29

ماري هارون

في تجربة الأمومة الأولى، تعيش الأمهات فترة صعبة بسبب غموض متطلبات رضيعها، ومع حداثة الوضع تتعرض الأم إلى العديد من المواقف والأعراض تضعها في حيرة من أمرها، ومن بين تلك الأعراض الاضطرابات العصبية التي تحدث لدى الأطفال عندما يكون هناك شيء غير طبيعي في الدماغ أو الجهاز العصبي أو خلايا العضلات. وقد تختلف هذه الاضطرابات من صرع إلى اضطرابات في الحركة.

تنقسم الأمراض إلى شقين أساسين: أمراض ولد بها الطفل وأخرى يكتسبها بعد الولادة، ولحسن الحظ فإن العديد من أمراض ما قبل الولادة يسهل رصدها من خلال الأشعة رباعية الأبعاد (4D) أثناء متابعة الحمل، كما يلاحظ أخصائيو الرعاية الصحية تلك الأعراض بمجرد ولادة الطفل، أو قد لا تلاحظين أي مشاكل أخرى إلا بعد أيام قليلة من الولادة.

تعتبر العيوب الخلقية أمرا واردا، ولكن قد تتسبب الإصابات في الدماغ بالنزف والكدمات في المخ والجهاز العصبي بدرجات متفاوتة، التي بدورها قد ينتج عنها أعراض عصبية، لذلك ينصح بتأمين المنزل ومراجعة عوامل الأمان لتتلاءم مع الأطفال والأخذ بمزيد من احتياطات الأمان للأطفال المعرضين إلى درجة خطورة عالية من التعرض إلى صدمات، كما ينصح بارتداء خوذة الرأس للأطفال المعرضين لخطر الإصابة بنوبات تشنجية، ويمكنك سؤال الطبيب عن كيفية ارتدائها.

أهم العلامات

– حركات غير اعتيادية: تظهر في شكل مرونة شديدة في العضلات حيث تشعر الأم أن عضلات طفلها رخوة ويمكن رصدها بسهولة.

– تشنجات بمختلف أنواعها

– اختلال في درجات الوعي

– مشكلات بالرضاعة (الصناعية أو الطبيعية)

تغيرات سريعة بحجم الرأس أو في حجم التئام الجمجمة: حيث إنه من مراحل النمو الطبيعي وجود جزء رخو في رأس الطفل بين عظام الجمجمة في الأشهر الأولى ليمنح أنسجة المخ المساحة من أجل النمو والتمدد حتى تأخذ الحجم الطبيعي للمخ في الأشخاص البالغين، وفي بعض الحالات المرضية يحدث إما التئام وإما تصلب مبكر لتلك المناطق حيث تتحول الجمجمة إلى صندوق صلب ومغلق لا يسمح بتمدد ونمو المخ وأنسجة الجهاز العصبي للطفل. كما أن عدم التئامها في التوقيت المناسب قد يؤدي إلى أعراض تستوجب الكشف والمتابعة الطبية.

لذلك ينصح بسؤال الطبيب عن تطور التئام الجمجمة خلال الأشهر الأولى من الولادة وحتى بلوغ الطفل السنة الأولى.

سهولة الدخول في نوبات البكاء

قد يعاني المواليد الجدد من نوبات بكاء مستمرة بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي والمغص (Colic) الذي قد يستمر معهم حتى أول 100 يوم في حياتهم، وقد يعاني الرضيع من صعوبة في التكيّف، لكن البكاء المقلق هو الذي لا يتحسن مع أدوية المغص، ويتعذر التعرف على سببه وقد تصفه بعض الأمهات بأن طفلها عصبي.

تلك الإشارة وحدها لا تكفي لدق ناقوس الخطر ولكنها علامة مميزة على وجود خطب ما يجب تفسيره، والعكس صحيح يعد الهدوء وفقدان الاهتمام والانتباه أمرا يستدعي زيارة الطبيب.

التشنجات

تشمل التشنجات تصلب الجسم بأكمله أو تشنجات طرفية في اليدين أو الرجلين، مع تحرك بؤبؤ العين إلى الخلف (Eyes rolling back in the head) يصحبها نوم عميق لمدة ساعة قبل التشنج أو بعده، وهو ما يستوجب التشخيص المتقدم من خلال أشعة رسم المخ.

التشخيص

التشخيص الصحيح للاضطراب الذي يعاني منه طفلك هو بداية الطريق الصحيح، فهناك مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية تختلف حدتها وشدتها من حالة إلى أخرى، لذلك تحتاج الأم لمتابعة وليدها الدقيقة لتنبيه طبيب الأطفال لأي تغيرات في العضلات أو الحركة خاصة ما يتطابق مع جداول النمو الخاصة بالمواليد، فإذا اجتمع أكثر من عرض لدى طفلك فيجب التوجه إلى طبيب مباشرة.

وينبغي على الأمهات الانتباه إلى أن المؤشرات الأساسية للذهاب إلى الطبيب وهي سلوك الطفل وطعامه ونومه ومعدل الإخراج (البول/ البراز)، لذا فإن أي اختلاف كبير في تلك المؤشرات يستوجب زيارة الطبيب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي