كيفية التعامل مع الطفل إذا كان يعاني من قلق العودة إلى المدرسة؟

المصدر : الصحافة الإسبانية
2020-08-27

ترغب الأمهات وكذلك الآباء أن يكون أطفالهم سعداء عند العودة إلى المدرسة؛ لكن هذا لا يحدث في أغلب الأحيان، ويبدو أن انفصال الطفل عن والديه مع بداية العام الدراسي والتحديات المختلفة التي تواجهه، قد يؤديان إلى مشاكل نفسية يجب التعامل معها بطريقة سليمة حتى يستعيد الطفل توازنه ويتجاوز مخاوفه.

وفي أغلب الأوقات، لا يعبر الأطفال بشكل صريح عن القلق الذي يشعرون به تجاه العودة إلى المدرسة؛ لكن علامات التوتر تظهر على سلوكهم، وعلى الوالدين أن ينتبهوا لها جيدا ويساعدوا أطفالهم في تجاوز مخاوفهم، كما جاء في تقرير نشرته مجلة "لا فيدا لوثيدا" (lavidalucida) الإسبانية.

ضغوط نفسية على الأطفال في المدرسة

هناك الكثير من الأمور التي يحتاج الأطفال للتكيف معها عند العودة إلى المدرسة، وهو ما يولد لديهم ضغوطا نفسية وهذه أبرزها:

قد يكون من الصعب جدا على الطفل اتباع قواعد الفصل أو التكيف معها.

قد يكون البقاء في مكان مليء بالأطفال مزعجا ومثيرا للخوف.

قد تبدو الأيام بالنسبة له طويلة ومملة.

قد يعاني الطفل من القلق بسبب الانفصال عن الوالدين.

قد لا يحب بعض الأطفال التغيير أو يجدون صعوبة في التعامل معه.

كيف تتطور ضغوط المدرسة؟

حتى عندما يكون الطفل متحمسا للذهاب إلى المدرسة، فإن ترك المنزل والابتعاد عن الوالدين يولّد لديه شعورا بالانفصال، ويصعب عليه غالبا أن يتأقلم سريعا مع الوضع الجديد، أو أن يعبر بوضوح عن مخاوفه.

في هذا السياق، تقول الخبيرة هايدي راسل "لن يتمكن الأطفال الصغار الذين يتعرضون للضغط من التعبير عما يشعرون به؛ لكن ذلك قد ينعكس في سلوكهم عندما لا تسير الأمور على ما يرام".

ونظرا لأن الأطفال يواجهون في الغالب صعوبة في التعبير عن مشاعرهم عندما يواجهون الضغوط النفسية في المدرسة، فإنه من الممكن ملاحظة علامات التوتر بوضوح عندما لا تيسر الأمور على ما يرام.

ما هي العلامات المبكرة التي يمكن أن يلاحظها الآباء؟

لا يمكن للطفل الاتصال بصريا بشكل جيد.

لا يريد الطفل أن يلمسه أي شخص.

لا يُظهر الطفل رغبة في التعاون والتعامل بمرونة.

لا يريد الطفل القيام بأي تغيير حتى عندما تتاح له حرية الاختيار.

يتعلق الطفل كثيرا بألعابه، ولا يرغب بالتفاعل مع الأطفال الآخرين أو أفراد العائلة.

لا يرغب الطفل باللعب مع الآخرين، أو قد يختار اللعب مع طفل أو مجموعة محددة من الأطفال.

قد يريد الطفل أن تكون أقرب إليه من المعتاد.

قد يُظهر الطفل نوعا من اللامبالاة أو يفقد التركيز أثناء اللعب أو أداء بعض المهام، وقد يحدث العكس تماما.

الانقطاع عن الوالدين

أوضحت المجلة أن المدرسة تعني ابتعاد الطفل عن الأشخاص الذين يحبهم أكثر من غيرهم، وهو ما يولّد لديه شعورا بالانفصال، ويُفرز ضغوطا نفسية.

يتفاعل دماغ الطفل، وتحديدا الجزء المعروف بالجهاز الحُوفيّ -المسؤول عن الشعور بالأمان والتواصل- مع هذا الانفصال عن العائلة، وتتولد الرغبة بالبحث عن الحماية.

يبدو الأمر كما لو أنه إنذار داخلي، إذ تغمر العواطف والمخاوف عقل الطفل وتُفقده مؤقتا القدرة على التفكير والتعاون، بينما تظهر أولى علامات القلق المدرسي، وغالبا ما تكون مصحوبة بالدموع ونوبات الغضب.

وأوضحت المجلة أن على الوالدين في حال ظهور علامات وأعراض القلق من المدرسة، القيام ببعض الخطوات لمساعدة أطفالهم في تجاوز هذه الحالة.

اللعب مع الطفل يوميا

تساعد جلسات اللعب المنتظمة على تهدئة مخاوف الطفل وتجعله يشعر مجددا بالأمان. والواقع أن اللعب، باعتباره أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر لدى الطفل، يمنحنا فرصة لتخفيف الضغط والقلق اللذين يشعر بهما، أكثر مما لو سألناه عما حدث له في المدرسة.

خلال هذه الفترة، من المفيد جدا قضاء وقت ممتع مع أطفالنا، مع الحرص على أن يكون ذلك روتينا يوميا. بإمكانك تخصيص 5 أو 10 دقائق يوميا للعب مع طفلك، وإخباره بأنه يمكنه فعل كل ما يريد خلال ذلك الوقت. ما عليك سوى ترك زمام المبادرة له وتتبع توجيهاته، وتجنب توجيه أي نقد لاختياراته.

الاستماع الجيد لطفلك

يلجأ الطفل في كثير من الأحيان إلى البكاء للتعامل مع التوتر الذي يشعر به عند العودة إلى المدرسة، ومن المهم في تلك الحالة تخصيص وقت كاف للاستماع إليه وتركه يُعبر عن مشاعره، لمساعدته في تجاوز مخاوفه وتوتره.

الضحك والمرح مع الطفل

يساهم الضحك بمساعدة الطفل على التغلب على التوتر، ويعزز لديه الشعور بالأمان، لذلك يجب إحاطته بجو من المرح عند العودة إلى المدرسة.

على سبيل المثال، إذا كان طفلك بحاجة للمساعدة عند ارتداء ملابسه صباحا، ليكن ذلك بأجواء مضحكة تجعله ينسى مخاوفه.

وبعد المدرسة، يمكن اللعب بالوسائد أو المطاردة أو الغميضة كونها وسائل ممتعة ومرحة، لتعزيز التواصل مع طفلك بعد أن يكون قد افتقدك طوال اليوم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي