
أدت سيدات أعمالاً بطولية خلال وبعد التفجير الهائل الذي ضرب بيروت، والذي شبهه مسؤولون لبنانيون بأنه "هيروشيما" ضرب العاصمة اللبنانية فأحال أجزاء منها إلى دمار، وتصدرت فيديوهات وصور عنهن شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبحن حديث المغردين اللبنانيين والعرب.
إنقاذ طفلة
أحد أكثر مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل الإعلام وشبكات التواصل، مقطع يُظهر عاملة في منزل كان قريباً من الانفجار، وبمجرد وقوعه هرعت مسرعة إلى التقاط طفلة كانت بجوارها، لتخرجا معاً من الشرفة التي لحقت بها الأضرار جراء الانفجار.
حظيت العاملة بإشادة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب ردة فعلها السريعة لحماية الطفلة من الأضرار.
في أحلك اللحظات تبرز معادن البشر
— الإنسانية (@ensnya) August 5, 2020
تصرّف سريع من عاملة منزلية أثناء #انفجار_المرفأ في #بيروت #Beirut pic.twitter.com/1jSzhqtQHE
الممرضة والرضع
أيضاً انتشر على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي صورة لممرضة تعمل في مستشفى الروم بمدينة بيروت، وكانت الممرضة تُمسك بثلاثة رضع بعد وقوع الانفجار.
لبنانيون قالوا في تغريداتهم إن الممرضة احتضنت الأطفال عقب انقطاع الكهرباء في المستشفى الذي تضرر من الانفجار، وظهرت الممرضة وهي تضع سماعة الهاتف على أذنها فيما يبدو أنها كانت تطلب المساعدة.
صورة العام بلا منازع.
— مع حمد قلم (@7amadQalam) August 4, 2020
ممرضة في مستشفى #الروم في #بيروت
تحضن ٣ مواليد بعد انفجار داخل المستشفى وانقطاع الكهرباء!
اللي عنده أي معلومات عنها
يزودني فيها تستحق التكريم والله pic.twitter.com/8mijn9GBCG
مداواة الجرحى
وعقب الانفجار في بيروت، بدأت مستشفيات العاصمة اللبنانية تكتظ بالجرحى، وعلى ما يبدو فإن أعداد الإصابات كانت أكبر من قدرة المستشفيات على الاستيعاب.
لكن ممرضات أبدين بطولة في عملهن، وأظهرت مقاطع فيديو العديد منهن وهن يتنقلن بين الجرحى ويقمن بمداواتهن.
#فيديو | من داخل إحدى المستشفيات في #بيروت حيث يظهر تكدسها بالجرحى????#انفجار_بيروت #بيروت_في_قلوبنا #بيروت_منكوبة #بيروت_مدينة_منكوبة pic.twitter.com/ZXNJP9cSo7
— انفراد الاخبارية (@EnferaadNews) August 5, 2020
المذيعة الجريئة
وقبل أن يهز الانفجار الهائل العاصمة اللبنانية بيروت بثوانٍ، كانت محطة "بي بي سي عربي" تُجري حواراً من مكتبها الواقع في بيروت مع ضيف مغربي، وبينما كانت الكاميرا تسجل اللقاء وقع الانفجار ليقلب مكتب القناة رأساً على عقب ويُدخل الضيف في صدمة مما رآه.
ظهر في الفيديو المذيعة المغربية مريم التومسي وهي تبدأ بالحوار مع فيصل الأصيل، مدير المشاريع في الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، ليقع الانفجار على الفور، وتسقط المذيعة أرضاً ثم تبدأ بالصراخ، لكنها ظلت متماسكة ولم تغلق الكاميرا على الفور، بل انتظرت قليلاً إلى حين معرفة ما جرى ثم أغلقت الكاميرا.
لحظة #انفجار_المرفأ أثناء مقابلة أجرتها مريم التومي، الصحفية في مكتب بي بي سي نيوز عربي، مع فيصل الأصيل، مدير المشاريع في الوكالة المغربية للطاقة المستدامة. (تحذير: الفيديو يحوي مشاهد صادمة).#انفجار_بيروت #بيروت #Beirut pic.twitter.com/N6A4UszkgY
— BBC News عربي (@BBCArabic) August 4, 2020
لقطات إنسانية أخرى
في لحظة فرح لم تكتمل، نشر لبنانيون مقطع فيديو لعروس كانت تتصور أمام الكاميرا، لكن تزامنت تلك اللحظة مع الانفجار الهائل الذي هزّ بيروت، وأظهر الفيديو هروب العروس من المكان الذي غطته الغبار، وسادت فيه أجواء من الخوف والرعب.
أيضاً في مشهد يحمل مشاعر الحنان، تداول لبنانيون مقطع فيديو أظهر أباً وطفله لحظة وقوع الانفجار في مرفأ بيروت، ويظهر الأب في البداية وهو يحتضن طفله عندما وقع الانفجار الأول.
ومع وقوع الانفجار الثاني سارع الأب إلى احتضان طفله ودار به في فسحة الغرفة، قبل أن يهرع مسرعاً ويضع ابنه تحت منضدة ودخل معه إلى أسفلها لحمايته وطمأنته.
أب لبناني يحتضن ابنه لحظة وقوع انفجار #بيروت pic.twitter.com/udcW2uirw5
— MayA. AL Hachem (@MayaHashem4) August 4, 2020
تفجير هائل
وكان الانفجار الهائل الذي هزّ العاصمة بيروت، الثلاثاء، خلّف إلى جانب الخسائر البشرية، أضراراً مادية هائلة في أحياء عديدة بالعاصمة وضواحيها، وفق وزير الصحة، حمد حسن.
أسفر الانفجار عن مقتل 100 شخص في حصيلة غير نهائية، وأصاب قرابة 4 آلاف شخص، كما أرسل موجات صدمة هشمت نوافذ وحطمت مباني وجعلت الأرض تهتز في أرجاء العاصمة اللبنانية.
عقب الانفجار عقد مجلس الدفاع الأعلى في لبنان اجتماعاً، وقال إن بيروت "مدينة منكوبة"، وأصدر حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات الانفجار الضخم الذي وقع في العاصمة.
وزاد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني، منذ أشهر، من أزمة اقتصادية قاسية واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.