نيويورك تايمز: كورونا يقلل من شأن جواز السفر الأميركي

2020-07-24

الكاتبة الأميركية ماييف هيغينز استخلصت من تجربة شخصية في السفر في ظل كورونا أن إغلاق الحدود وحظر السفر أمر غير إنساني ومدمر للشعوب التي تتبناه، مشيرة إلى أن جائحة كورونا أعطت الأميركيين دروسا في الإنسانية.

تقول هيغينز في مقال لها في نيويورك تايمز  (Where an American Passport Doesn’t Work) إنها سافرت إلى بلادها الأصل، أيرلندا، بداية ظهور وباء "كوفيد-19″، وتعلمت خلال سفرها إلى هناك وعودتها للولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي دروسا لم تكن لتتعلمها لولا هذا الوباء.

انحسار عدد الدول المفتوحة للأميركيين

وحكت هيغينز أنها وجدت صعوبة في العودة لأميركا عبر دول عديدة بينها إنجلترا وكندا والمكسيك. ورأت كيف أن أيرلندا، التي كانت ترحب بحرارة بالأميركيين، تصد حاملي جواز الولايات المتحدة عن حاناتها. وقالت إن قائمة الدول ذات الحدود المفتوحة للأميركيين لم تكن أبدا أقصر من الآن.

وقالت إن كثيرا من البلدان كانت تشجع على السياحة وتفتح حدودها أمام مواطني الدول الأخرى في العالم، وتجعل لذلك شعارات، مثل "تايلند أرض الابتسامات" و"أيرلندا أرض الترحيب الذي لا تحده حدود"، أما أميركا فكانت آخر محاولاتها لتشجيع السياحة في عام 2016، قبل تنصيب الرئيس دونالد ترامب، بشعار "كل شيء في متناول اليد".

واستمرت تقول إنه بالطبع لا يمكن للأميركيين أن يروجوا ذلك الشعار الطموح بعد سنوات من حظر السفر. وأصبحوا يكتفون بالهمس والغمز من تحت أقنعتهم في الوقت الذي تنعزل فيه بلادهم.

وأصبح الأميركيون حاليا، تقول هيغينز، ممنوعين من زيارة معظم أنحاء العالم، وتوقفت جوازات سفرهم عن العمل في كثير منها، ولم تعد دولتهم "العظمى" التي كانت في القمة، في تلك المكانة.

أشياء واهية تتحكم بالبشر

وقالت إنها لا تزال تشعر بالضغط النفسي جراء تجربة سفرها الأخيرة إلى أيرلندا والتي طرحت في ذهنها بقوة السؤال: كيف لأشياء واهية مثل جواز السفر والحدود المصطنعة أن تستطيع تقسيم البشر إلى معسكرين؛ الأقوياء والضعفاء؟ مضيفة أن هذا الإدراك ليس بجديد لدى مليارات الناس في العالم.

وأشارت إلى أن الحدود وحظر السفر وحتى تأسيس الدول القومية وجميع القوانين والعنف الذي يجمع بين البشر ويفرقهم، كلها أمور جديدة نسبيا مقارنة بالفترة التي قضاها البشر على الأرض.

وأكدت أنه بعد أن رأى المزيد من الناس وعاشوا الحقيقة المقيدة والخطيرة لتلك الفروق الاصطناعية، فإنهم سيدركون الحاجة إلى تغييرها، مشيرة إلى أن الناس لا يختلفون عن بعضهم البعض، فجميعهم مخلوقات ضعيفة، وأنهم مقدسون في ذواتهم وليس بسبب الأوراق الثبوتية التي يحملونها ولا البلدان التي تصادف أن وُلدوا فيها، وسيتعلم الأميركيون ذلك الآن.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي