واشنطن بوست: عائلات ضحايا تنظيم “الدولة” الأمريكيين تطالب بتحقيق العدالة لأبنائها

2020-07-23

إبراهيم درويش

 “أولادنا قتلتهم عناصر من تنظيم الدولة ويجب أن يواجهوا محاكمة عادلة” هي دعوة وجهها آباء وأمهات أمريكيين اختطفهم تنظيم “الدولة” ثم قتلهم.

وفي مقال بصحيفة “واشنطن بوست” باسم دايان وجون فولي وباولا وإيد كاسيغ ومارشال وكارل موللر وشيرلي وأرت سوتلوف قالوا فيه: “نحن آباء وأمهات جيمس فولي، بيتر كاسيغ، كايلا موللر وستفين سوتلوف، مع تجلي الحرب الأهلية للعيان، شاهد أولادنا معاناة الشعب السوري وأرادوا المساعدة، إما بتقديم المساعدة الإنسانية أو إخبار العالم بما يجري من كارثة”، و”أثناء عملهم اختطفوا على يد عناصر من تنظيم الدولة (داعش)، وتم تجويعهم وتعذيبهم وضربهم. وبحسب شهود عيان فقد اغتصب زعيم التنظيم في حينه أبو بكر البغدادي كايلا عدة مرات. وتم قتل جيم وبيتر وستيفن علنا وبطريقة وحشية لا يمكن تخيلها. وبعد ستة أعوام تقريبا على قتلهم لم يتم العثور على جثثهم ولم يواجه أي من عناصر تنظيم الدولة العدالة في قتلهم”. و”هناك بعض الرجال الذين ارتكبوا هذه الجرائم محتجزون لدى الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط. ونناشد الرئيس دونالد ترامب والنائب العام ويليام بار ووزارة العدل إحضار المعتقلين إلى الولايات المتحدة لكي يواجهوا محاكمة عادلة”.

وأضافت عائلات قتلى تنظيم الدولة “مثل بقية العائلات التي تندب أبناءها، نريد أن نعرف بالكامل ما حدث لأحبابنا ونريد محاسبة قتلة أبنائنا على جريمتهم. ولن يحدث هذا إلا في حالة تقديم المشتبه بهم أمام هيئة محلفين ومحكمة القانون”. ولم يعد هناك مجال لبعض العناصر التي تورطت في جرائم قتل الأمريكيين مثل محمد إموازي (جون الجهادي) وأبو بكر البغدادي نفسه الذين قتلوا وأصبحوا خارج العدالة الأرضية. وهناك آخرون تم احتجازهم الآن في القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. ومن هؤلاء اليخاندا كوتي والشافي الشيخ وهما الناجيان الوحيدان من المجموعة الجهادية البريطانية المعروفة بـ “الخنافس”، وهما مواطنان بريطانيان ويعتقد بمشاركتهما في الاعتقال والتعذيب وإعدام الرهائن الأمريكيين.

ومع تخفيض الجيش الأمريكي لقواته في الشرق الأوسط “نخشى ألا يواجه المعتقلون المحاكمة، تماما مثل مئات الإرهابيين الذين احتجزوا في القواعد الأمريكية خلال حرب العراق وأفرج عنهم بعد سحب الولايات المتحدة قواتها. وبعد هروبهم من العدالة قام الكثيرون ومنهم البغدادي قبل مقتله بتشكيل قيادة تنظيم الدولة”.

وحذرت العائلات بالقول إن “المجازفة بتكرار التاريخ المؤسف يثير القلق بدرجة كافية. كما أن اعتقال المشتبه بهم وللأبد دون تقديمهم للمحاكمة هو سياسة سيئة. ويقوم الإرهابيون باستخدام الاحتجاز كوسيلة تجنيد ومبررا لاختطاف الرهائن، متهمين الولايات المتحدة بعمل نفس الشيء. وتقوم دعاية تنظيم الدولة بجعل عناصر الذين تحتجزهم الولايات المتحدة أبطالا وتصورهم كشهداء أحياء، وهي رسالة مقيتة لضحاياهم وعائلاتهم التي تحبهم”. ودعا آباء الضحايا الأمريكيين الحكومة الأمريكية إرسال رسالة أقوى: “لا يهم من أنتم وأينما كنتم، فلو قمتم بإيذاء مواطن أمريكي فلن تهربوا وستتم ملاحقتكم، وعندما يقبض عليكم فستواجهون قوة القانون الأمريكي الكاملة”.

وترى عائلات ضحايا التنظيم أنه “لا توجد أمة على وجه الأرض مهيأة لجلب الإرهابيين أكثر من الولايات المتحدة. والقوانين الأمريكية متشددة وشاملة. أما قوات حفظ القانون والنظام والاستخبارات فأفرادها هم أسياد الحرفة. والمحققون الأمريكيون لديهم تاريخ طويل في النجاح. فهناك أكثر من 400 إرهابي أدينوا خلف القضبان الآن، وتمت تعرية جرائمهم أمام المحكمة”.

وختمت العائلات بمناشدة إدارة ترامب “من أجل الحقيقة ومن أجل العدالة أصدروا أمرا بنقل المشتبه بهم من تنظيم الدولة إلى الولايات المتحدة لكي يواجهوا المحكمة”. “ففي آخر رسالة وقعتها كايلا “بكل ما لدي”، فهذا ما تمثله كايلا وجيم وبيتر وستيفن لنا: كل شيء وتحقيق العدالة لهم يعني كل العالم”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي