فوربس: إدارة بقيادة بايدن مفيدة لأسعار النفط وبالضرورة للسعودية وروسيا

2020-07-21

قالت المؤرخة إيلين وود في مقال بمجلة “فوربس” إن على السعودية وروسيا تشجيع فوز المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، لأنه الرهان الوحيد الذي تراهنان عليه لبقاء أسعار الطاقة عالية.

فعندما أعلن المرشح الديمقراطي عن “خطة من أجل طاقة نظيفة وعدالة بيئية” في 14 تموز/ يوليو تأكد من أن روسيا والسعودية وبقية الدول المنتجة للنفط ستدعمه للفوز في انتخابات 3 تشرين الثاني/ نوفمبر.

فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك سلمان وابنه محمد يحتاجون لأسعار نفط عالية للاستجابة للمطالب المحلية ومراكمة الثروة.

ورئاسة يقودها بايدن هي الرهان الأفضل لأسعار نفط مرتفعة. وقالت وود إنها كتبت قبل عام أن روسيا والسعودية تريدان فوز مرشح ديمقراطي بانتخابات الرئاسة “فكلا البلدين لديهما اقتصاد يعتمد على إنتاج وبيع النفط والغاز الطبيعي. وفي روسيا يسهم القطاع النفطي بنسبة 40% من العائدات الوطنية ويشكل نصف الصادرات. أما في السعودية فيسهم القطاع النفطي بنسبة نصف الناتج المحلي العام و70% من صادراتها. وتسهم الشركة الوطنية للنفط، أرامكو، بنسبة 60% من العائدات الحكومية. وتوظف الحكومة 70% من كل العاملين السعوديين”.

وأصبحت أسعار النفط اليوم أدنى مما كانت عليه قبل عام. ففي ذلك كان سعر برميل خام برنت 60 دولارا أما اليوم فبالكاد يصل إلى 40 دولارا بعدما بيع بأقل من ذلك في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل وأيار/ مايو.

وكتبت وود في شباط/ فبراير أن الوضع بالنسبة لحكام روسيا والسعودية قد “يصبح خطيرا من الناحية السياسية لو انخفضت أسعار النفط أكثر. وستصبح الأسعار متدنية أكثر لو تباطأ الاقتصاد العالمي أو استمرت أزمة فيروس كورونا”. وقد حدث ما توقعته الكاتبة. فهم لا يحتاجون، أي حكام الدولتين، للحفاظ على الأسعار بل رفعها. ومن مصلحة الدول المنتجة للنفط اليوم رؤية زيادة في أسعاره على المدى القريب. فالوضع المفضل لها أن تكون أسعاره بخانات عشرية ثلاث والتي شوهدت آخر مرة عام 2014. والطريقة الوحيدة للوصول إلى هذا الرقم هو إجبار الولايات المتحدة على تخفيض معدلات الإنتاج.

ووصل إنتاج أمريكا في الوقت الحالي إلى 11 مليون برميل في اليوم بعدما انخفض نتيجة الوباء. وكان مستوى الإنتاج الأمريكي في بداية شباط/ فبراير وآذار/ مارس 13.1 مليون برميل في اليوم. ومستوى الإنتاج الحالي 11 مليون برميل في اليوم لا يكفي لرفع سعر النفط بالدرجة التي تريدها السعودية وروسيا. وهناك حاجة لتخفيض أكبر في مستويات الإنتاج.

وفي البداية لم يكن بايدن المرشح الجيد للسياسات البيئية التي يمكن أن تساعد روسيا والسعودية. وبدا بايدن بالمرشح الذي ليس لديه سياسات واسعة تتعلق بالبيئة مقارنة مع المرشحين الآخرين.

وكتبت وود في أيلول/ سبتمبر أن “نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن لديه مزاعم محدودة حيث قال إنه سيوقف الحفر للغاز والنفط في الأراضي الفدرالية” وبعبارات أخرى فهو ملتزم بعدم التنقيب عن آبار جديدة في الأراضي الفدرالية الواسعة. وهذا تعهد ليس كبيرا مقارنة مع الآخرين الذي تعهدوا بوقف التنقيب عن الزيت الصخري وثمانية مرشحين تعهدوا بوقف التنقيب عن المياه في أعالي البحار.

وحتى الآن لا يتحدث بايدن عن إنتاج النفط الأمريكي فالموقع المخصص لسياساته لا يشير إلى الحفر عن الزيت الصخري. وتم ذكر الغاز الصخري في المقارنة مع الهدروجين. أما التنقيب عن النفط في أعالي البحار لـ48 ولاية فلم يذكر إلا من أجل الحديث عن نجاح سياسات باراك أوباما السابقة. ولكنه يحاول تمييز نفسه عن دونالد ترامب الذي ارتفع سعر النفط بعهده إلى 33% في نفس هذا الوقت من العام الماضي.

وأكد بايدن أنه سيقوم في اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض باستخدام صلاحيات الآثار والمتنزهات لمنع منح تراخيص جديدة للنفط والغاز في الأراضي العامة والمياه. وربما لا يملك بايدن خططا قوية من النفط والطاقة ولكن مواقفه هي أشد من ترامب. ومن المتوقع أن تكون إدارته مليئة بالأشخاص من ذوي التفكير المختلف عن أولئك الذين استخدمهم ترامب ودعموا إنتاجا ضخما للنفط وتنظيمات أقل لاستخدام الأراضي الفدرالية وستكون وكالة حماية البيئة والداخلية في ظل ترامب أكثر تشددا من ناحية السماح لشركات النفط استكشاف النفط والحفر في الآبار الجديدة ونقل ما تنتجه.

وتعرف روسيا والسعودية ودول أوبك الأخرى المنتجة للنفط كل هذا. وعلى مدى سنين باعت هذه الدول برميل النفط بـ100 دولار أما اليوم فسعره بالكاد يصل إلى 40 دولارا. ومنذ ستة أعوام لم يقترب سعر البرميل إلى 100 دولار أو أكثر. وحاولت روسيا والسعودية التحكم بالسوق وزيادة سعر النفط عبر أوبك أو أوبك+ وفشلتا المرة بعد الأخرى.

وعلى ما يبدو فإن حجم إنتاج الزيت الصخري الأمريكي يؤثر كثيرا على سعر النفط. وباتت تنتظر هذه الدول القوة التي تخفض إنتاج النفط الأمريكي. وعليها الآن أن تأمل بحدوث هذا في ظل إدارة بايدن.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي