واشنطن بوست تكشف وثيقة للخارجية بشأن القلق من إجراءات السلامة بمختبر ووهان الصيني

2020-07-18

أشارت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) إلى برقية داخلية نشرتها الخارجية الأميركية من عام 2018 تفصل مخاوف مسؤولي السفارة في الصين حول نقص الموظفين المدربين تدريبا كافيا في مختبر الفيروسات بمدينة ووهان التي أصبحت فيما بعد بؤرة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

وذكر تقرير الصحيفة أن تسريبات محتويات البرقية أثارت تكهنات غير مؤكدة من كبار المسؤولين الأميركيين بداية من أبريل/نيسان أن التفشي وقع نتيجة لحادث في معهد ووهان للفيروسات.

وفي مايو/أيار قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه رأى أدلة أعطته "درجة عالية من الثقة" بأن الفيروس نشأ في مختبر صيني. وعندما سئل عن سبب ثقته قال "لا أستطيع إخباركم بذلك. غير مسموح لي أن أخبركم بذلك".

وقالت واشنطن بوست إن البرقية بأكملها نشرت عبر القنوات الرسمية حتى هذا الأسبوع، بعد أن رفعت الصحيفة دعوى قضائية لقانون حرية المعلومات للسجلات في أبريل/نيسان بعد فشل الخارجية في تقديم السجلات بالفترة الزمنية التي يوجبها القانون.

وألمحت إلى أنه رغم أن البرقية الكاملة لا تعزز الزعم بأن حادثا في المختبر سبب تسرب الفيروس، كما أنها لا تستبعد هذا الاحتمال، إلا أنه في الأشهر الأخيرة ازداد التشكك في نظرية الحوادث في المجتمع العلمي لأن التسلسلات الجينية للعزل من فيروسات كورونا في الخفافيش المعروف أنها قيد البحث في المختبر لا تتطابق مع تلك الخاصة بكوفيد-19.

وتقول برقية الخارجية إن المختبر الذي زاره المسؤولون الأميركيون عام 2018 "يعاني من نقص خطير في الفنيين والمحققين المدربين بشكل مناسب والمطلوبين لتشغيل هذا المختبر عالي الاحتواء بأمان".

 

وتقول البرقية أيضا إنه سُمح للعلماء في المختبر بدراسة فيروسات كورونا الشبيهة بالمتلازمة التنفسية الحادة سارس (SARS) المعزولة من الخفافيش، ولكنهم مُنعوا من دراسة فيروسات كورونا سارس المسببة للأمراض البشرية في مختبرهم ما لم يُمنحوا إذنا صريحا من لجنة معينة.

وذكرت واشنطن بوست أن البرقية أشير إليها بأنها "حساسة لكن غير سرية". وأضافت أنه في هذا الربيع، بعد تصريحات ترامب بشأن المختبر، قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن هناك أدلة "هائلة" تدعم النظرية القائلة إن الفيروس نشأ في مختبر ووهان.

وأشارت إلى أنه عندما سئل الوزير يوم الجمعة ما إذا كان لديه دليل يدعم نظرية المختبر بعد مذكرة 2018، لم يشر متحدث باسمه إلى معلومة محددة، لكنه قدم ملاحظات بومبيو يوم الأربعاء داعيا الصين إلى الشفافية.

وقال بومبيو "لقد دمروا عينات واحتجزوا صحفيين وأطباء كانوا مستعدين للحديث عن هذا الأمر ولم يسمحوا لهم بفعل ما يجب أن تفعله الدول التي تريد أن تلعب على نطاق ومسرح عالمي بأن تكون شفافة ومنفتحة وتتواصل وتتعاون".

وتابعت الصحيفة أن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية لم يقر أو يدحض نظرية المختبرات. وذكرت أن هذا الإعلان النادر من قبل الاستخبارات جاء بعد تقرير في صحيفة نيويورك تايمز بأن مسؤولي إدارة ترامب كانوا يدفعون وكالات التجسس لدعم النظرية القائلة إن الفيروس جاء من مختبر ووهان. واتهمت الإدارة الأميركية الصين ومنظمة الصحة العالمية بالفشل في احتواء الفيروس وتحذير بقية العالم بشأن خطورته.

وختمت واشنطن بوست تقريرها بما قاله توم إنجليسبي مدير مركز الأمن الصحي بجامعة جونز هوبكنز إن البرقية الكاملة لا تؤكد ولا تنفي نظرية المختبرات، وأكد أنه لا ينبغي استخلاص الكثير من مزاعم البرقية لأنها "كتبت في يناير/كانون الثاني 2018، قبل عامين من وقت الحكم على أن هذا الوباء قد بدأ، ويمكن أن يحدث قدر كبير من التغيير في مختبر كهذا خلال عامين".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي