أولئك الذين...!! - عبدالناصر مجلي

2020-07-15

أولئك..
الذين يحشون أحزانهم
بأكياس "النايلون"
وقوت الشتاء
وبانكساراتهم
المخفية وراء الضلوع
وخلف التفاتاتهم
المبهورة بالتعب
منكسي - جماعات - الرؤوس
إلى المسغبة يأتون
بأحلامهم المتعبة
وبإبتساماتهم المتقنة الأداء
وبضبح مثلج
يتغلغل في الصدور.

أولئك الذين في مساءاتهم الباردة
يقضمون خبزهم " الحاف " ويبتسمون
كيف يصنعون مسراتهم الوقتية
ويجدلونها أماناً مؤقتاً
للحظات تأكلها زواحف الصدأ
وكيف
من بين أصابعهم
تفرُ زهرة العمر الجميل
مثل دخان غادره الجمر

..أولئك الذين!

في القطعة الهائلة السواد
المسماة مجازاً بالليل
في القطارات التي تعوي
فوق قضبانها الراقصة
في المطر
الذي خدعته المواسم
والأغاني
التي ملتها ذاكرة الطرق .
في صفوف النار
والذكريات القديمة إذ تأتي
والصباحات المنداة النسيان
أمام الجحيم الحديدي
وزحمة المواجع
وفي المساحات التي
تضيق على آفاقها
يخرجون
مبللين بسوادٍ مهلهل
ويغطسون في بدايات الدوار
بانتظار..!!
أو لنقل في اتجاه عسير .
وحينما يرجعون تتنكبهم السجائر
وبقايا صلوات علقت
بالشفاه المخضلة بالكحول
يتركون أحلامهم في الأسرَّة
التي فقدت دفئها
وتحت الوسائد الخالية
وفي المرايا المشققة
بإحكام الهشيم.

هم الذين
إذا ما تفتقت جراحهم
أزهرت مواويل وجلنار
الفتيان الطيبون
الذاهبون في الموت
وفي موانئ الساعات
وتكتكاتها المدوية
الذين
كلما عصفت بهم
ثلوج الوقت الحارقة
يتداركهم البكاء الرحيم
ولحبيبات غيبتهن المسافات
إذ يحضرن في الذاكرة
يمدون أعناقهم
ويسرجون خيولهم
ويوقدون ملح العيون
ثم ينامون جنباً إلى جنب
تغتالهم في النوم
ابتسامات مبهمة
يدثرهم الحنين
أُوْ
لئك
الذين !!!

...............................

ديترويت - فاتحة صيف 93

...............................

* شاعر وقاص وروائي وناقد وصحفي يمني أمريكي

* اللوحة المرفقة للفنان التشكيلي اليمني حميد الأكوع







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي