ظلال تشبهني - عبد الناصر مجلي

2020-07-13

إلى مختار الدبعي .."إلى ظل خذلناه بسهونا الكاذب الذي لا غفران له
..إليك يا مختار الدبعي في شوارع النسيان والإنكار لايسأل عنك أحد!!"

.................................................................................

 

كلنا متشابهون
في التشبث ببوارق باهتة لاتشبهنا
كنا نظنها محطات إستراحة محايدة للتأمل فيما مضى
لكننا كذلك نتقبل عثراتنا في سوء الظن
بدبلوماسية جادّة نتيجة لإرثنا الشفهي
في تقبل الصدمات المنهمرة على جغرافياتنا الموبؤة
بطوالع شجن الصبوات وغدران الوحشة اليومية
التي لا تقبل القسمة على مشظى ظلالها في مرايا الليل الطويل
بغزارة نُحسد عليها وبصدورٍ مثخنة
بسهول ناطقة السافانا وفتوة أيائل ونزق صبَّار
وما لم تقله كوائن بحيرات مهجورة لبواسق التبغ.

نأتي إلى جولة كنتاكي مثقلين بهزائم مكثفة
أفرطنا بوعي متحاذق في التعامل معها دون يقين
مثل أكباش نُذر مُرجأة تنطح بضياعها البري مجاهل الصمت..
"العابد محمد الحُسين" يتوعد بغيمة الـ"أشياء" رماد المواقد المعطّلة
وبأنها بداية كَرٍ متواصل النُقط للخروج
من فخ قوانين لا علم لنا بها
سلطان عزعزي"
لا يزال مصراً على المضي في نهارات اليباب إلى أقصاها
لسبب لم يعد بسيطاً كما توقع المؤرخون
كون "وجدي" بدأ لتوه بتفكيك
أسرار الصف الخامس من العمر وكارزمية صلاة الفجر.

يأتي "محمد عُبيد" محملاً بصيف تهامة الأبدي
ليُعيننا على فهم طلاسم أبناء الجولات وإشارات المرور
يحمل مسودات دواوينه الغير قابلة للصرف المطبعي
نظراً لإنفلاش مادي مزمن
لا قبل له بتصريف عماه البنيوي التخاريف
قال "محمد المنصور" بأن "سيرة الأشياء"
تبدو مخرجاً معقولاً للفكاك من الأكاذيب الملونة
التي تحيط بمدارك المتسولين في ميادين الغبار.


حدّث "إبن الجيلاني علوان" عن معارج العشاق
في صعودهم المتسرنم وما هم إلى "جنة" المحال
وكذلك تتداخل الشوارع المبثورة البردقان في سكينة الخراف
وتهب عناكب العمى من شباك مناياها وترتج الجنادب
وهم الظلال المخدوشة التآشير
والظلال المستيقظة اللبان وقواطع الحرمل
ولون الكلام المسكوت عنه وليونة العقيق
وهم نظراً لإيقاع شوارد اللغة في فخاخ التصاريف...
وما لم يخطر على بال
وهم ....................!!!


"وعندك واحد بُرمه حلى لعمك عبده ياليد"
صوت "محمد علي الشهابي" أو "هوزر"
يشق فضاء المطعم ملحناً ومرحباً بي وكأنه يود البكاء
"هوزر" قائد كتيبة المباشرين في مطعم الجزيرة
الذي وبإخلاص كما لو أنه ينعي أباه
قرأ بصوته الذي أمحلته فاقة الطلبات وساخن البُرم
الفاتحة على روح "إبن غانم فرج"
متمتماً "تقولوا أين جنيف يا أخواني؟!"
"هوزر" القبيلي العسر القادم من تضاريس "الصلو"
يحتل أعلى "الزبيري" بمفولذ حنينه الريفي
وبقايا مطر وحشي عالق بين شائك الأهداب
ومكاناً واسعاً من ذاكرة صنعاء المثقوبة التذكر
يزاحمه "يحيى" إبن زبيد المعشوشب النظرات
بمكنسته العهدة في تزعم مسالك الشارع الطويل
وإرتجاف المفاصل بداية كل ليل شتوي غريب.


تساءل "علي جاحز"
عن كيفية إخراج "محيى جرمه" من تخبطات حرب
أنطلوجيا الشعر اليمني الحديث بأقل الخسائر الممكنة
وإعادته لترقيع غمامته المجروحة أو كيف
تسربت"إمرأة الزبيري" من أصابعه إلى مدرجات الجامعة
ومن سيرافقه إلى تلال "القصبة"
لكي يُدرك بأن المسافة بين الوطن والمنفى
قد لا تتجاوز قصيدة نثر قصيرة
لم تُنشر لعطل كيميائي في إنهيارات الشذاب
جاحز العالق بين صرامة "البَرع"
وأحراش "كتاب الجزائر" والعقد الفريد.

أُحيط بنا غيلة بأشراك التقصد الأكتع ولم نكن
إلا أن المناحي كلها تدل عليه سيَّد "أسلاف الماء"
والزراعي واحمد وإبن حسن
رسول الأعالي المحجلَّة "المثار" إلى مسك السهول
أو ربما "عبد الوكيل السروري" متبرأ من تواريخ لقيطة
لا صلة له بشذوذها الوثني المؤدلج بَعْر النوايا الحُمر
أو متاهة "إبن زريق البغدادي" الغير قابلة لنستولوجيا السرد
إذاً من يُعيد لـ"عبد الرحمن الحجري
أو مختار الضبيري" عمرهما المسروق
قبل إكتمال دورة الكهرمان في أحاجي الياقوت
أو يتلو قصائدهما التي لم تكتب بعد
على جمهرة مواقيت تساقطنا في الأمصار.

نحوم حول مصارعنا مثل ملائكة أخطاء
مبررة تقنياً و"هاكرز" بداهات خائفة ومتين قول..
مثلاً:هل "مختار الدبعي" طائُرنا المُبصرفي سماوات
مظللة لا تؤمن ببداهة المنطق المنقوص اللغو
وفذلكة مطارق الدياليكتك على رؤوس فاغرة الإعراب
وهل كل المنافذ وجهته وإن تعالت بأثر رجعي فيها
مشانق القهر المفتولة خيوط الانتباه المُرْ وقواطع المسد
ومتى في غفلة منا بلا مواربة تحول إلى ظلٍ كسير الظلال
يصيبنا ممانعين ومغضوب علينا إلى جذع البكاء المشروخ
وكيف صار رغم دهائنا الرقمي المشوش الإعداد
شفرة إنشطارات طرق مقفرة وإحتراق هواجس
تفضح تشوة ظلالنا العرجاء ولا تسكت
و
و
و.................!!


مفتوح أمامي وفضَّاح
كتاب من بقوا أو إلى مؤبد الغياب رُحلوا وأرتحلوا
يقرأني وأقرأهُ ملزوزين إلى حراب الأسئلة..
هذا الظل المخطوف شمع التمني
المسلوخ والمُفَتتْ الأكباد بين قبائل السّموم
هذه الظلال المسفوحة على عرصات الذّمْ المديد
هذا الأنين وجمر الأقاصي المحبوسة في صندوق
هذه الأسماء العصية على المحو من سجل الحَزْ المأوَّل..
أحمد شاجع
عادل البروي
توفيق الزكري
نبيل السروري,..
تغريبة الأخدام المُشفّرة الأنساب والحواشي
القتلى المنسيون في حروب الردة المحروقة التصاوير
و ...............!!!

ظلال تُسابق فينا غروبها المكدود وخوفنا الشائك,..
"فيصل العواضي" إذ ينتظر "غودو" المحال
بفراغ نبي لا أتباع له
خادمة الفندق "سميحة" أدنى المدينة الحجرية
ونحيبها الصومالي متحشرجاً بكامل الفقد المداري
في وجه دوامات باب المندب القاتلة
رفرفة "حنايا" الفراشة و "هدى" المورقة الثلج
في هجير قفار الأسفلت الباسقة الشفرات ومقاتل الحظ
أمكنة "نزار غانم" المسيجة بـ"يود" أوتاره
وروشتاته المهربة إلى أفئدة ظلال منحوسة المعارج
أدركتها صبابات ابن عدن البحر ونوارس القلب الرهيف.

هل قلت :"علي المقري" منزوياً في "يحدث في النسيان"
هل قلت :ثورة "العراطيط" ضد كائنات الأسيد النافذة النزع
هل قلت :أرامل إصطدام الإخوة في مواسم الثأر ومواسم العويل
هل قلت :"توفيق القباطي" وإتساع مسامير الرمل في كفيه
لأسباب ليس لها صلة بتعرجات غفلة الظن ومكر النواميس
هل قلت :..............!!!


يدهمنا الخريف بغليظ لواقع عصية على التشتت
بينما يصرّ "محمد الخاشب" على ذكره في هذه السطور
"مالفرق بيني وبينكم.. كلنا ظلال!!"
زعق في وجهي بوجع الذي لن يحدثني
عن مشاكل ال"هارد ديسك" وأمنيته الأبدية بالسفر.
ماذا عن "عبد الله قاضي" أو "جميل حاجب"
في سديمهما الوطني المُذّكر الإغلاق؟


كتاب هذا
أم سيرة منسية لظلال
تفقه سَرْ الوردة وتحولات الجمر
ظلال
ظلال
ظلال!!

يأتون كأقوام نرجس وجحافل مشاقر
لا يشم وقع خطواتهم على مدرجات النسيان مخلوق
كما لو انهم ظلال قرنفل لأُناس لم يعودوا هنا
تنكرهم طرقات الأيدولوجيا وعمه التواريخ
لوضوح قارس يمشي بين أيديهم..
ظلال مواجع سرية عصية عن الإفصاح
أولهم ماء وهيل فصول
وآخرهم قمح مساغب عُمي ولؤلؤ سفرجل
كأنني هم لولا انهم إياي
تفاصيل مبعثرة
يجمعها جدار واحد
وإنكسارات متعددة!!!

 


صنعاء- الخريف-2007


____________________________________________________

* اللوحة المرفقة للفنان التشكيلي اليمني مظهر نزار

خبايا:
• الأسماء الواردة في النص هي لمبدعين يمنيين توفي بعضهم وتشرد البعض الأخر
• بينما ينتظر البقية احد المصيرين، كذلك عناوين قصائد لبعض من ورد ذكرهم
• العراطيط: جماعة ادبية تأسست في مدينة تعز اليمنية تعرضت الى حملة تجاهل غير منصفة
• القصبة : حي شهير بالعاصمة الجزائر
• الزبيري: شارع رئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء
• غانم بن فرج : المقصود فرج بن غانم رئيس وزراء يمني سابق
• توفي مؤخرا أستقال من منصبه إحتجاجا على مافيات الفساد







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي