شمال الشمال

2020-07-10

هاشم الجحدلي *

 

 

من هناك
من شمال الشمال.

حيث لا شيء إلا ابتكار الصباحات
من لوعتي
من أنين الهبوب
ومن غمغمات الغبار
ومن نارها واشتجار الخيال.

وحيث المدى دائما
كالندى موغل في سديم الرمال.

تجيء بشمس بدائية
ثم بعض الضحى
ثم كل الظلال.

تجيء
ثم تجيء لترقص كالنار في معبد القلب
تقرأ
من سيرة النهد وعد الضلال.

وفي آخر القلب جرح قديم
وفي أول الغيم أطلال "خال".

وتكتب في دفتر المستحيل
أنت البدايات قبل اندلاع الحرائق
أنت النهايات بعد اكتمال المآل.

ولا شيء
لا شيء
لا شيء
في عالم أحمق ضائع بين
ضيق الفضاء ومر الزلال.

غير نهدين للآن يرتجفان حتى الجحيم
من دهشة البرد والاشتعال.

ولا شيء
لا شيء
لا شيء
إلا ركاما مهولا لأجوبة الآولين على "اللا سؤال".

وها نحن في أول الدرب
نغفو لكي لا ننام
ونهذي لكي لا نبوح
ونمضي بعيدا بعيدا بعيدا ولسنا نروم طريقا
ولسنا نعي
أي هذي الدروب تؤدي إلى جنة الماء
وأي الجهات شمال.
.
وها نحن مثل رواة التواريخ
لا نحتمي بالوقائع بل نبتكرها
لكي يصبح اليوم أمساً
وما سوف يأتي احتمال.


--

 

* شاعر سعودي
- من ديوان "في مديح الزرقة"







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي