برقيَّة مُحرجِة

2020-07-06

محمد المهدي *


لا الماءُ لا القمحُ في بيتي ولا الغازُ
إلا القصيدةُ
للأهوالِ
تجتازُ

ليَ القصيدةُ..
هذي كل مملكتي
وليس من خَسِرُوا المعنى كَمَنْ فازُوا

أمي تُصلِّي صلاةَ الفجر خلف أبي
وجارتي خارج المحرابِ
تِلفازُ

تحكي
عن العُربِ
حول المجد:
قصَّتُهم شاخت،
وليس لكهل العُربِ عُكَّازُ

وهم يقولون:
أنجَزنا كذا وكذا
وليس في صفحةِ الأيَّام إنجازُ

وإخوتي في الزوايا صامتون
ولا يدرُون
أنَّ دمي
للحقِّ
هزَّازُ

يُصفِّقُون
لأسراب الضلالِ،
وفي قُلوبِهم من شغافِ النور إعجازُ

ولا يقولون في سرٍّ وفي عَلَنٍ:
هذا الفتى لخبايا الغيبِ
كنَّازُ

وأصدقائي
يخونون السلامَ،
وهم يدرُون أنَّ سلامَ الخلقِ إعزازُ

وفي المدى ينفُخُون الوقتَ محرقةً
ونصفُ هذا المدى
جمرٌ وأعجازُ

كم حكمةٍ في فم الرَّاعي
خلاصتها:
وحشيَّةُ القمحِ
أنَّ الوحشَ خبَّازُ

وتلك مسألةُ المرعى
بِجُعبَتِها عن الرَّعيَّةِ طولَ الدَّهرِ ألغازُ

والواقفُون على الأطلالِ،
كان لهم من قبل ذلكَ
إكرامٌ وإعزازُ

يا كُلَّ ما سوف يأتي باطلاً وسُدًى
خلف الحقيقةِ همَّازٌ ولمَّازُ

لا يتعبُ الخوف..
أنفاسُ المسافةِ لم تهدأ
وفيها مدارُ الهولِ قفَّازُ

نادى المُنادي:
أرى ما لا ترون،
وفي عينيهِ للعبثِ الكونيِّ غَمَّازُ

وهذه صورةُ المنفى مُعلَّقةً
جدارُها الليلُ،
والأشباحُ بروازُ

أعوذُ بالله
مِن درسٍ نعيشُ لهُ
تقدِيرُهُ في كتابِ الموتِ مُمتازُ

 


* شاعر يمني









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي