عـربات الكـلام

2020-06-29

علي جعفر العلاق *


قد يهبُّ النهارُ على لغتي مثقلا بالضجيجِ،
وبالتعبِ المرِّ، لكنني سوف أمضي به في الطريقِ
إلى ورشةٍ يتعاملُ فيها ملائكةُ الاستعارةِ،
أو أنبياءُ البيانِ الودودونَ..
أجعلُ من صخب الناسِ آهـةَ غصْنٍ
ظليلٍ، ومن عرباتٍ الكلامِ المُمِلّةْ
فتياتٍ، وأودية،
وأَهِـلّةْ..
ما الذي يعتري الكونَ حين يمرُّ النهارُ
على بعضنا عابرا من ثقوبِ اللغة؟
فجأة، للظهيرة همهمةُ الليلِ
تمضي بلا ضجّـةٍ..
والمساءُ ابنُ عـمّ الضحى
والمدينةُ جرداءُ :
بدوٌ يقيسون أيامهم بشـذى عَـتْمةٍ
تتلوّى على النار فاحمة، مُرّة
كحياةِ العراقيّ
أو موتهِ..
يا لهذي اللغة
تتلاطمُ فيها الرؤى والحواسْ :
طيفُ خاطرةٍ يتشكلُ، أو قطرةٌ من حنينٍ
يجفُّ على الكأسِ، أو نقطةٌ
لا تكاد تُرى، من تمـاسْ :
بين ليلٍ خفيفٍ يجوب الصحارى وحيدا
وبين انتباهـةِ ذئبٍ تطيحُ بهِ خفقةٌ
من نعـاسْ.
قد ننادي بها مطرا تائها..
قد نعيدُ بها وصفَ أوهامنا:
حلُـمٌ؟ أم سرابٌ يموجُ بلا ضفّةٍ؟
أم مكابدةٌ مشتهاةْ؟
قبلها لا تجيءُ النهاياتُ قبل بداياتها..
بعدها، كلّ بدءٍ ختامٌ
وكلٌ يفيضْ
عن اسـمٍ له أو نقيضْ..
بعدها، الكون شـهوةُ مفـردةٍ :
كم يعذّبها قربُ ما تتمنى
وكم تتشهى تشظّي الجهاتْ ..
والبلاغةُ: محضُ ارتباكٍ
يصيبُ اللغاتْ..

٭ شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي