الزبير.. البيت الذي تحول إلى حارس للثقافة العمانية

2020-06-20

مازن المحفوظي- مسقط

يعتبر بيت الزبير إحدى أهم الوجهات السياحية التي يقصدها الزائرون إلى سلطنة عمان، لما يمثله من قيمة ثقافية وحضارية وباستطاعته التعريف بعمان ماضيا وحاضرا، وهو علامة بارزة على التنوع الثقافي الذي تحظى به السلطنة عبر مقتنياته النادرة والمتنوعة وأنشطته الثقافية.

وبيت الزبير هو مؤسسة ثقافية أنشئت لتكون الذراع الثقافية والاجتماعية للمؤسسة التجارية التي تملكها أسرة الزبير.

بدأت قصة البيت الذي تحول إلى مؤسسة ثقافية عام 1914 عندما بنى الشيخ الزبير بن علي -الذي عمل مع عدد من السلاطين وزيرا ومستشارا- بيتا لعائلته، وكان البيت ملتقى النخبة في المجتمع آنذاك.

وفي 1998 أعيد بناؤه ليتناسب مع دوره الجديد كمتحف، إلا أنه حافظ على ملامحه الأساسية المستوحاة من التراث العماني، قبل أن يتحول إلى مؤسسة ثقافية متكاملة في 2005.

يضم مجمع بيت الزبير خمسة مبانٍ مستقلة، هي بيت الباغ وبيت الدلاليل وبيت العود وبيت النهضة وغاليري سارة، بالإضافة إلى الحديقة التي تحتوي على عدد من الملامح التقليدية العمانية، وكذلك مقهى ومحل لبيع الهدايا.

بيت الباغ هو المبنى الأساسي في بيت الزبير الذي بني في 1914 ليكون بيتا للعائلة

بيت الباغ

هو المبنى الرئيسي للمتحف الذي أنشئ ليكون بيتا للعائلة، ويتكون من طابقين، يضم الطابق الأرضي ست صالات عرض تشتمل على نماذج من الخناجر العمانية والأزياء التقليدية الرجالية والنسائية والسيوف والأسلحة النارية التقليدية والمجوهرات والتحف المنزلية، بالإضافة إلى مستلزمات العرس العماني والآلات الموسيقية التقليدية.

ويضم الطابق الأول خمس صالات عرض تشمل مجموعة من الطوابع والعملات القديمة والمخطوطات والوثائق التاريخية التي تعود إلى القرن الـ16، إضافة إلى مكتبة مخصصة للبحوث.

كما يضم حديقة تشتمل على بيت تقليدي من جريد النخل وفلج (نظام تقليدي قديم لتوزيع المياه) ونموذج لسوق عماني ونماذج لقوارب وقرى عمانية مصغرة.

أما بيت النهضة فسمي بهذا الاسم تقديرا للنهضة العمانية التي يقودها السلطان قابوس بن سعيد، وهو مبنى ذو أربعة طوابق، وتعرض في أرجائه لوحات لأكثر من خمسين فنانا من داخل السلطنة وخارجها، بالإضافة إلى لوحات التقطها محمد بن الزبير من مختلف دول العالم تحت عنوان "عالمنا الجميل"، وتدور اللوحات -التي جمعت خلال سنوات عدة- حول العديد من الأفكار والمفاهيم الفنية المختلفة.

بيت العود

هو مبنى من ثلاثة طوابق مستوحى من بيت الأسرة الأصلي في مسقط، والذي سكنه الشيخ علي بن جمعة (والد الشيخ الزبير بن علي) وعائلته في القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين.

ويضم الطابق الأرضي قاعة عرض كبيرة وبهو استقبال، كما يضم الطابق الأول قاعة عرض دائمة تعرض فيها خرائط أوروبية قديمة لشبه الجزيرة العربية ونماذج من الأثاث الذي كان مستخدما في مسقط.

أما الطابق الثاني فيضم قاعات تحتوي على رسوم قديمة لشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا مع صور قديمة لمسقط، بالإضافة إلى مجموعة من الكاميرات القديمة.

بعض الأنشطة الثقافية التي يقيمها بيت الزبير للأطفال لتعريفهم بالموروث العماني القديم

وبيت الدلاليل أعيد ترميمه وتجديده بحرص ليجسد الفن الحقيقي للفن المعماري التقليدي في سلطنة عمان، لذلك يمكن للزائر أن يعيش الأجواء التي عاشها العماني القديم.

ويتكون البيت من مجلس وغرفة نوم ومخزن للتمر، كما يحتوي على مكان للفنون ومقهى، مما يمكن الزائر من الاستراحة في مكان هادئ محاطا بالكتب القيمة.

غاليري سارة

افتتح غاليري سارة في 2013، وهي عبارة عن قاعة يعرض فيها الفن العماني والعالمي المعاصر، فضلا عن استضافة ورش عمل وندوات لدعم المشهد الفني المتنامي في سلطنة عمان، وقد تحولت إلى إحدى أهم صالات العرض في مسقط.

وتلعب القاعة دورا مهما في إثراء الساحة الفنية العمانية عبر استضافة فنانين عالميين ومحليين، وقد أطلق المعرض موقعا إلكترونيا مخصصا للتجارة الإلكترونية بحيث يكون بمثابة نافذة للفنانين والمصورين الفوتوغرافيين في السلطنة لعرض أعمالهم وبيعها عبر الأسواق العالمية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي