لا لإلغاء النشاطات الصيفية.. العودة إلى الحياة الطبيعية مع الإجراءات الوقائية

2020-06-16

لاريسا صليعي

جاء فصل الصيف لهذا العام مغايرا وسط ظروف استثنائية تمر على العالم بسبب مكافحة انتشار فيروس كورونا، فمن الخطأ الاعتقاد بأن الفيروس سيختفي خلال هذا الفصل، لذلك من واجب الجميع اتخاذ التدابير الاحترازية للوقاية، خاصة أن فصل الصيف مرتبط ارتباطا وثيقا بالخروج والتنزه والاستجمام على الشواطئ والمسابح وممارسة كافة النشاطات الرياضية.

لذلك، كان لا بد من الوقوف على عدة تساؤلات واستفسارات تثير القلق لدى الأهل من ناحية خطورة القيام بتلك النشاطات الصيفية وسط مخاطر العدوى، ومن ناحية مشكلة استثمار وقت الفراغ التي يعاني منها الأطفال بسبب فترة الحجر الصحي، وتزداد هذه المشكلة تفاقماً طيلة أيام العطلة الصيفية.

تم استطلاع آراء الأهالي بشأن ممارسة النشاطات الصيفية وما يحفها من مخاطر والإجراءات الاحترازية التي اتخذوها، فماذا قالوا؟

استئناف الحياة الطبيعية

أنعام جنبلاط أم الطفل مهدي (12 عاما)، وهو لاعب جودو وحائز على عدة ميداليات، تعتبر أنه حان الوقت لعودة ابنها إلى ممارسة نشاطه الرياضي بعد افتتاح النادي من جديد، فهو يتمتع بطاقة فائضة ويحتاج أن يفرغها بشكل إيجابي، ولم تتردد في السماح له بالخروج لممارسة لعبته القتالية المفضلة، خاصة أن لديها الثقة الكاملة في الإجراءات والشروط التي اتخذها النادي حفاظا على سلامة الأطفال، كما تقول.

وتصر جنبلاط على ضرورة التغلب على المخاوف والشكوك التي تراود الأهالي في الفترة الأخيرة، وأنه من الضروري استئناف الحياة الطبيعية مع اعتماد أساليب الوقاية للحماية من فيروس كورونا.

الحل البديل للحفاظ على السلامة

أما غدوة جعفر فلم تقبل بذهاب ابنها حسين (12 عاما) إلى حمامات السباحة مع أصدقائه خوفاً من التقاط فيروس كورونا، وهي حريصة على تجنب الاختلاط، فأنشأت مسبحا سريع التجهيز على سطح المنزل لتفرح قلب ابنها ولا تحرمه من متعة الاستجمام، وهكذا يستطيع أن يكون آمنا وبعيداً عن الازدحام، حسب قولها.

الرياضة وقاية

لكن هل الصالات الرياضية بمنأى عن فيروس كورونا؟ وما هي التدابير الوقائية في النوادي الرياضية وصالات اللياقة البدنية؟

رئيس نادي وجمعية الشبكة الشبابية اللبنانية (LYN ACADEMY) المدرب ياسر زغيب أكد أن "الرياضة لقاح من نوع آخر لتحسين مناعة الجسم ضد فيروس كورونا، لذلك فالعودة إلى ممارسة النشاطات الرياضية خير وصفة علاجية لصحة جيدة، من دون تجاهل الإجراءات وكافة المعايير الوقائية كنادٍ رياضي يحافظ على رواده ويخشى على سلامتهم".

وبخصوص التدابير التي تم اتخاذها في النادي فتقوم على شرطين أساسيين هما: ثقافة ووعي الأهل تجاه صحة أولادهم، وضرورة التعقيم من كل النواحي، فالتعقيم ضروري قبل البدء بممارسة الرياضة، وكل طفل لديه منشفته الخاصة والتعقيم الخاص به في الألعاب القتالية. كما تم تقليص عدد المشتركين في الصف لمنع الازدحام واحترام التباعد الاجتماعي الإلزامي، مع واجب تعقيم كل الآلات والتجهيزات في صالات اللياقة البدنية، بحسب ما ذكره زغيب.

أما النشاطات الرياضية الخارجية -ومنها السباحة وكرة القدم- فهي أخف عبئا من ناحية التدابير الوقائية، لأن مادة الكلور الموضوعة في مياه المسابح تسهم بتعطيل نشاط الفيروس، ولذا فالسباحة جيدة في مكان آمن مع تعقيم وتنظيف الأسطح والمسكات والكراسي.

ويختم زغيب بقوله إن هذه التدابير مكلفة جدا، "لكننا نتجاوز ذلك بفضل إيماننا بالرياضة التي تحمل رسالة سامية وأنها أسلوب حياة هدفه بناء مجتمع رياضي بأخلاقه الرياضية".

لا للهلع مع الالتزام بالإرشادات

من جهتها، دعت طبيبة الأمراض الجرثومية المعدية الدكتورة نتاليا ديراني إلى عدم الهلع، والتصرف بوعي وعقلانية في مواجهة "كوفيد-19″، مع ضرورة الالتزام بكافة الإرشادات والنصائح التي تقدمها الهيئات الصحية والطبية، مع أهمية تقوية جهاز المناعة ضد فيروس كورونا باتخاذ هذه النصائح:

1- الحصول على قسط وافر من النوم من 6 إلى 9 ساعات.

2- تناول الطعام الصحي وشرب الكثير من المياه.

3- المحافظة على ممارسة الأنشطة الرياضية.

4- الابتعاد عن القلق والتوتر واللجوء إلى القراءة والتأمل والاسترخاء.

وتشير الدكتورة ديراني إلى أن بلاداً كثيرة سجلت انتشارا كبيرا للمرض بالرغم من طقسها الحار جدا مثل أفريقيا، وهذا يؤكد أن الفيروس ينتشر بشكل سريع في كافة أنواع الطقس.

هل ينتقل كورونا عبر الماء؟

توضح الدكتورة ديراني أن السباحة في المسبح آمنة بسبب الكلور والصيانة، ولا توجد معلومة مؤكدة على أن السباحة في المياه المالحة تؤدي إلى بقاء فيروس "كوفيد-19" على قيد الحياة، لكن السباحة في المياه الملوثة تزيد من خطورة الإصابة بالفيروس.

ونبهت إلى أن القلق الأكبر يكمن في الاتصال بالأشخاص الآخرين عبر السباحة، ومن المستحسن الابتعاد عن الاكتظاظ والبقاء على مسافة متر واحد على الأقل من الأشخاص في منطقة السباحة.

هل ممارسة الرياضة في الصالات آمنة؟

تعتبر الدكتورة ديراني أن العودة إلى مزاولة كافة النشاطات الصيفية الرياضية داخل النوادي تعتمد على منطقة السكن التي توجد فيها حالات مصابة بالفيروس، فإذا كانت الإصابات قليلة ولم ينتشر الفيروس في المنطقة بشكل متزايد فلا داعي للخوف. كما ينبغي التأكد أيضاً من قيام النادي الرياضي بالعديد من الإجراءات الوقائية ومن أعداد المشتركين فيه.

وباختصار، يجب التأكد من معدل انتشار الفيروس في المنطقة التي تعيش فيها، ومعرفة الاحتياطات التي تلتزم بها أثناء ممارسة أي من هذه الأنشطة، لأنه لا يوجد حتى الآن مكان آمن تماما يمكن الذهاب إليه دون أي مخاطر من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وقرار الذهاب إلى أي مكان يعود إلى الفرد نفسه وتقديره الشخصي.

تقليل الأضرار النفسية

وتتأسف الدكتورة ديراني لأن الحجر المنزلي سبب لقرابة 35% من الأشخاص -حسب قولها- آثارا نفسية، منها حالات قلق واكتئاب وأرق واضطرابات إدراكية. لذلك تنصح الأفراد بضرورة المحافظة على الصحة النفسية من خلال إعادة جزء من الروتين اليومي السابق.

وتوضح أن الروتين يعطي الشعور بأنك قادر على التحكم في بيئتك القريبة، إضافة إلى عدم المكوث طويلا أمام الشاشات لمتابعة الأخبار المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، واستثمار الوقت في متابعة برامج أخرى، أو ممارسة نشاطات تساعد الأشخاص على تخفيف قلقهم وتوترهم.

وتختتم ديراني حديثها بالقول إنه يجب الاستمتاع في الصيف، مع اعتماد كل النصائح الصحية الوقائية للتعايش الآمن مع فيروس كورونا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي