حتى لا تصبح ملامحك العربية سببا لتعرضك للخطر.. نصائح لمواجهة العنصرية بالخارج

2020-06-13

فريدة أحمد

لم يهدأ العالم بعد، فالمظاهرات تجوب أغلبية الولايات الأميركية وتحاصر سفارات أميركا في عدد من الدول الأوروبية احتجاجا على الحادث العنصري الذي أدى إلى مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد.

وفي أعقاب ذلك الحادث المأساوي الذي ارتكبه أحد رجال الشرطة انتشرت مقاطع فيديو لآباء من أصحاب البشرة السوداء يظهرون محاولاتهم تعليم أبنائهم قواعد النجاة من الشرطة حتى لا يفقدوا حياتهم.

وفي أحد المقاطع على موقع تيك توك يعدد مراهق أميركي من أصول أفريقية بعض القواعد غير المكتوبة التي غرستها فيه والدته فيه بسبب لون بشرته، وضرورتها لأي شخص غير أبيض يعيش في أميركا، أهمها أن عليه دائما توخي الحذر عندما يكون في متجر أو في الأماكن العامة، وحتى عندما يقود سيارته الخاصة.

ويؤكد أن والدته أوصته بعدد من الوصايا، منها "ألا تلمس أي شيء لا تشتريه، لا تغادر المتجر أبدا من دون الحصول على إيصال، لا تغادر المنزل من دون بطاقة هويتك، لا تشغل الموسيقى بصوت عال جدا، لا تتأخر خارج المنزل".

ربما تعتقد أن في هذه النصائح مبالغة من السيدة الأميركية، لكنها في الحقيقة قد تكون سببا في تعرض الغرباء في بعض المناطق بأوروبا وأميركا إلى تعليقات خفية أو تهديدات عنصرية صريحة وحينها قد تحتاج إلى مواجهة العنصرية وإيقاف الشخص العنصري عند حده، لكن مع الحفاظ على حياتك وسلامتك الشخصية، ولهذا قواعد يجب أن تكون على دراية بها:

1- أنت لست مذنبا

ليس ذنبك أبدا أن يمارس شخص عنصرية تجاهك، الشخص العنصري هو الذي يعاني من مشكلة سلوكية وإنسانية لديه، وموقفه هو الذي يحتاج إلى التغيير.

قد يكون من المفيد لك أن تفهم في البداية لماذا يظهر بعض الناس سلوكا عنصريا، لأنه عندما تفهم ذلك حينها ستحدد طريقة التعامل.

قد ينشأ البعض في عائلات يتم فيها إبداء الآراء والملاحظات العنصرية بشكل منتظم، أو لديهم أصدقاء يعتقدون أنه من المضحك أن يطلقوا النكات العنصرية، قد يعتقدون أن هذا السلوك طبيعي ومقبول، أو قد تأتي هذه الأفعال العنصرية من أشخاص يشعرون بالتهديد من ثقافة أو عرق مختلف عن ثقافتهم، ولديهم فهم محدود لها.

ومع ذلك، أنت لست مضطرا لتحمل ذلك، فلديك حقوق محمية بالقانون، والعنصرية مجرّمة في معظم الدول، وكل ما عليك هو معرفة حقوقك والتشبث بها، وتنبيه الشخص العنصري بإمكانية لجوئك للقانون، خاصة إذا كان ذلك الشخص في موقع مسؤولية أو يملك سلطة ما.

2- تعامل بهدوء

يريد الشخص العنصري استفزازك لإثارة غضبك من خلال إلقاء بعض التعليقات العنصرية، لا تمنحه تلك الفرصة، بل تجاهله، ابتسم، وانصرف بهدوء دون الالتفات إليه.

ويقول البروفيسور ين باراديس من جامعة ديكن "إذا لم تقل شيئا للأشخاص العنصريين فسيبدؤون في التفكير فيما يقولونه ويعيدون تقييمه مرة أخرى".

3- كن طيبا

أحيانا يدلي الناس بملاحظة عنصرية لأنهم لا يفكرون، أو يعيدون تكرار الكلمات النمطية وينسخون ما سمعوا به من قبل، التعامل معهم بلطف قد يجعلهم يشعرون بالحرج ويتراجعون.

4- صف السلوك وليس الشخص

تجنب وصف شخص ما بأنه "عنصري"، ويذكر تقرير لموقع "كريتيف سبيرتس" أن الأشخاص يوصفون أكثر بكونهم عنصريين من حقيقة أن أفعالهم عنصرية.

وينصح بتحديد السلوك في حديثك، والإشارة إليه بوضوح، كأن تخبرهم أن تعليقهم أو سلوكهم عنصري، كأن تقول "هذه العبارة مسيئة" بدلا من قول "أنت مسيء".

5- ابق آمنا

في بعض الأوقات يتطلب الأمر مواجهة العنصري وجها لوجه وتغيير مفاهيمه من خلال النقاش معه، لكن ضع سلامتك أولا.

وبحسب منظمة "ريتش أوت" المهتمة بمجال الصحة النفسية، لا بد أن تتأكد من كونك في أمان، وعلى قدر ما قد تشعر بالراحة في مواجهة الأفعال العنصرية عليك تقييم الوضع والتأكد أولا من المكان أو الصحبة المحيطة بك قبل الدخول في جدال، مع ضرورة الحفاظ على هدوئك.

6- أبلغ الشرطة

إذا تعرضت لعمل عنصري أو إهانة ولم يتراجع الشخص عن تعليقاته أو تمادى فيها فلا بد من إبلاغ شخص في موقع المسؤولية كالمعلم في المدرسة، أو المدير في العمل، أو إبلاغ الشرطة إذا شعرت أن سلامتك مهددة.

.

7- صوّر المقطع بهاتفك المحمول

إذا كنت في محيط حادث عنصري وأردت التدخل عليك أن تتأكد من سلامتك أولا، وأنك لست في خطر.

يمكنك استخدام بعض العبارات الداعمة، مثل "اتركه" أو "دعه في شأنه"، ويمكنك كذلك تصوير الحادث بهاتفك المحمول، أو إبلاغ الشرطة إذا استمر الأمر وكان مهددا لسلامة الأشخاص.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي