مشاهير اتهموا بالفشل والغباء.. كيف أصبحت حياتهم ملهمة للعالم؟

2020-06-10

لكي نقوم بأي شيء في هذه الحياة فلا بد لنا من قوة تدفعنا نحو تحقيق هدفنا، هذه القوة تسمى "الحافز الذاتي"، ففهمنا لما يحفزنا لفعل الأشياء هو ما يجعلنا نفكر بعناية ونهتم بتنمية شخصيتنا لتحسين جودة الحياة.

لكن يبقى أن الأشخاص الذين لديهم الحافز الذاتي يتمتعون بمهارات جيدة ويكونون أكثر إصرارا وثقة بالنفس، وهؤلاء هم من يلهموننا في النهاية ويحفزوننا للاستفادة من تجاربهم الأقرب إلى المعجزات.

ستيفن كينغ

ولد الكاتب الأميركي ستيفن كينغ عام 1947 في ولاية مين، وعندما بلغ عامين خرج والده ولم يعد، ورغم هرب أبيه وعمل أمه طاهيةً في مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة، فإن ستيفن كان لديه الحافز الذاتي للإبداع الذي دفعه للاهتمام بدراسته وهوايته الأثيرة وهي القراءة والعمل العام، حتى التحق بجامعة مين، وانضم إلى اتحاد الطلاب، وكتب سلسلة مقالات هاجم فيها الحرب الأميركية على فيتنام.

واصل كينغ نشاطه حتى تخرج في الجامعة عام 1970، محملا من هذه الجولة بارتفاع ضغط الدم وضعف البصر وثقب في طبلتي الأذن، فقد عمل بعدة مهن لدفع تكاليف دراسته، منها بواب وعامل في مغسلة وفي بيع القصص القصيرة للمجلات، حتى تمكن من الزواج من زميلته تابيثا عام 1971.

وفي عام 1976 صدرت روايته كاري وحققت نجاحا كبيرا، بعد أن كاد ييأس من نشرها وألقاها في سلة المهملات، قبل أن تستعيدها زوجته، ويتم تحويلها إلى واحد من أشهر أفلام الرعب.

والآن ستيفن كينغ هو من بين الكُتاب الأكثر مبيعا في العالم بـ 350 مليون نسخة، وقد حُولت معظم قصصه إلى أفلام سينمائية ذائعة الصيت، ونشر 61 رواية، وستة مؤلفات غير خيالية، وكتب ما يقرب من مئتي قصة قصيرة.

لاري إليسون

لاري إليسون، رجل الأعمال الأميركي، مؤسس شركة أوراكل، الذي كان يوصم بالفشل من والده بالتبني، وفُصل من الجامعة مرتين بعد وفاة أمه بالتبني، لكن حافز التحدي والاعتماد على النفس لديه جعله يثق بقدراته بعد اكتشاف شغفه بعالم البرمجيات، ليعلم نفسه بنفسه حتى يصبح الأكثر إثارة للاهتمام في مجال التكنولوجيا، ويسهم بملايين الدولارات في الأنشطة الخيرية في مجالي التعليم والبحث العلمي.

ولد إليسون في نيويورك عام 1944، ولم يحظ برؤية والده، وبعد أن أصيب بالتهاب رئوي قبل أن يكمل عامه الأول (تسعة أشهر) أرسلته أمه لقريبة لها تقطن جنوب شيكاغو، لتتبناه هي وزوجها الذي لم يمل من إخبار الفتى بأنه فاشل لا يجيد أي شيء، ولم يقابل والدته بعدها حتى بلغ 48 عاما.

وفي عام 1966 ذهب إلى كاليفورنيا ليعمل بوظيفة مبرمج كمبيوتر، حتى أسس أوراكل عام 1977، وفي أكتوبر 2019 صنفته مجلة فوربس رابع أغنى شخص في الولايات المتحدة وسادس أغنى أغنياء العالم، بثروة قدرها 69.1 مليار دولار.

جاك ما

جاك ما، المليادير الصيني مؤسس شركة التجارة الإلكترونية العملاقة علي بابا Alibaba، والقائل "لا تستسلم أبدا"، فشل في الابتدائية مرتين، وفي المتوسطة (الإعدادية) ثلاث مرات، وفي القبول بالجامعة ثلاث مرات، وفي قبول طلبه الالتحاق بجامعة هارفارد عشر مرات، فالتحق بجامعة هانغتشو الحكومية، وبعد التخرج فشل في العثور على وظيفة ثلاثين مرة. أما عن سوء الحظ فيكفي أن يتقدم جاك للعمل بفرع كنتاكي في الصين ضمن 23 شخصا آخرين، فيتم توظيفهم جميعا إلا هو.

لكن الفشل المتكرر منح جاك حافزا ذاتيا للإصرار والمثابرة بدءا من عمله مدرسا للغة الانجليزية بـ 12 دولارا شهريا، إلى أن لاحت له الفرصة لزيارة الولايات المتحدة الأميركية في أواخر التسعينيات، ليناقش مع أصدقائه فكرة التجارة الإلكترونية، ورغم عدم معرفته بالبرمجيات وعلوم الحاسب عاد إلى بلده ليؤسس شركته العالمية علي بابا.

واليوم جاك –أغنى رجل في الصين والـ 21 ضمن أغنى أغنياء العالم بثروة بلغت 38.9 مليار دولار في 2019- يتنحى عن إمبراطوريته علي بابا، التي توظف أكثر من مئة ألف شخص وفقا لرويترز، وتبلغ قيمتها 460 مليار دولار، وهو في الـ 55 من عمره.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي