عبقري الذكاء الاصطناعي الذي قلب المعادلة: عائدات ضخمة في وقت قياسي

في تطور بارز لمسيرة ليوبولد آشِنبرِنر، سجل صندوق التحوط الذي أسسه تحت اسم Situational Awareness LP عائدًا تجاوز 47% بعد خصم الرسوم، وذلك حتى منتصف عام 2025، بحسب تقارير مالية حديثة، بحسب الرجل.

يركز الصندوق على الاستثمار في شركات يُتوقع أن تستفيد من الطفرة في الذكاء الاصطناعي، مثل إنتل، برودكوم، فيسترا، وكور ساينتيفك، وقد حظي بدعم مجموعة من أبرز المستثمرين في وادي السيليكون، من بينهم نات فريدمان، دانيال غروس، الأخوان باتريك وجون كوليسون، إلى جانب الباحث المعروف كارل شولمان الذي يشرف على إدارة الأبحاث.

هذا الأداء اللافت عزز من مكانة آشِنبرِنر كمستثمر شاب يتمتع برؤية استراتيجية، وسلط الضوء مجددًا على تحذيراته الجريئة بشأن الذكاء الاصطناعي العام والفرص التي قد تنشأ من تطوره السريع.

من هو ليوبولد آشِنبرِنر؟

وُلد ليوبولد آشِنبرِنر في ألمانيا لأبوين يعملان في مجال الطب، وبرز مبكرًا بموهبته الأكاديمية، إذ التحق بجامعة كولومبيا في سن الخامسة عشرة، وتخرج منها بمرتبة الشرف الأولى وهو في التاسعة عشرة من عمره. 

بدأ مسيرته المهنية في القسم الخيري التابع لمنصة العملات المشفّرة FTX قبل انهيارها، ثم انتقل للعمل في شركة أوبن إيه آي ضمن فريق "التوافق الفائق"، الذي يركّز على تطوير آليات التحكم في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية. 

وفي أبريل 2024، أنهت الشركة تعاقده رسميًا بدعوى تسريب معلومات داخلية، بينما أصرّ آشِنبرِنر على أن السبب الحقيقي كان اعتراضه على ضعف إجراءات الأمن الداخلي. 

ورغم ذلك، لم يتراجع بعد خروجه من أوبن إيه آي، بل استثمر التجربة لإطلاق رؤيته الخاصة في مجال الاستثمار التكنولوجي.

بيان ليوبولد آشِنبرِنر عن الذكاء الاصطناعي العام

بعد مرور شهرين فقط على خروجه من شركة أوبن إيه آي، أصدر ليوبولد آشِنبرِنر بيانًا مطولًا بعنوان "الوعي بالموقف: العقد القادم"، امتد على 165 صفحة، تناول فيه رؤيته لمستقبل الذكاء الاصطناعي العام (AGI). 

البيان أثار اهتمامًا واسعًا في أوساط وادي السيليكون ودوائر صنع القرار في واشنطن، حيث اعتبره البعض إعادة ترتيب لأفكار متداولة، بينما رأى فيه آخرون سردية استراتيجية جذبت المستثمرين بقوة.

هذا الزخم دفع آشِنبرِنر إلى تأسيس صندوق التحوط Situational Awareness LP، الذي يركّز على الاستثمار في القطاعات المتوقع استفادتها من تطور الذكاء الاصطناعي، مثل البنية التحتية والتقنيات المتقدمة، مع اتخاذ رهانات قصيرة على القطاعات التي قد تتأخر في التكيف.

ويشير مراقبون إلى أن صعوده السريع يعكس قدرة وادي السيليكون على تحويل الرؤى التكنولوجية إلى أدوات مالية ونفوذ سياسي، في حين يحذر آخرون من تداعيات أخلاقية محتملة، معتبرين أن توظيف المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد يُسرّع سباقًا تقنيًا بين الولايات المتحدة والصين.