جدار "هادريان" على حدود إنجلترا ـ اسكوتلندا ينتظر محبي السير

2020-06-09

يعتبر جدار «هادريان» وهو من بقايا التحصينات الحجرية التي بنتها الإمبراطورية الرومانية بعد غزو بريطانيا في القرن الثاني الميلادي وامتدت البنية الأصلية أكثر من 73 ميلًا (117 كيلومترا) عبر الريف الإنجليزي الشمالي بالقرب من الحدود بين اسكوتلندا الحديثة وإنجلترا.

 ويمتد الجدار في اتجاه الشرق والغرب، من ويلسن ونيوكاسل على نهر تاين في الشرق، واستغرق بناء الجدار 6 سنوات على الأقل، وبدأ البناء في الطرف الشرقي ثم انتقل غربا، وتم الانتهاء من العمل من قبل الجنود الرومان. ويحمل الجدار أهمية كبيرة كموقع للتراث العالمي لليونيسكو وللجذب السياحي الرئيسي. لقد جرى تشيده في الأساس بناء على أوامر من هادريان في العام 122 وضم آلاف الجنود الذين راقبوا الحدود مع اسكوتلندا.

ويمكن لمحبي السير قطع هذا المسار في الاتجاهين. وبمقدور من يمتلكون الكثير من الوقت بدء السير من خارج كارلايل في سولواي فيرث وهو مصب نهر يفصل بين اسكوتلندا وإنجلترا. ويقول الخبراء في هذا الشأن إن أفضل قطاع للسير هو بين كارلايل أو هولتويسل إلى كوربرريدج. ومن هنا يستغرق الأمر ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام للوصول إلى نيوكاسل، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

تحازي المراعي الخضراء والتلال المتعرجة هذا المسار وتظهر من وقت لآخر منازل ريفية رمادية اللون وهو نفس لون الجدار الصخري. وترتع الخراف أسفل الأشجار ما يجعل هذه المناظر مهدئة للأعصاب شأنها شأن أي لوحة رعوية. وتمثل هولتويسل منتصف الطريق وهي بلدة يرجع عمرها لأكثر من 700 عام. وفي ظل التعرض لتهديدات متكررة من جانب الجنود من اسكوتلندا وإنجلترا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، شيد سكان البلدة بيوتا ريفية يمكن الدفاع عنها وتسمى «باستل» ويمكن زيارتها حتى الآن.

ويقال إن الجدار كان مصدر إلهام للجدار الجليدي في مسلسل جورج آر آر مارتن «جيم أوف ثرونز» الذي يفصل الممالك السبع الخيالية عن الأراضي البرية وراءها.

ترجع جاذبية السير على طول جدار هادريان في جزء منها إلى أن الطريق مليء باللافتات وأن هناك الكثير لمشاهدته على طول المسار بعيدا عن الجدار نفسه المليء بالطحالب. يسير الطريق عبر التلال والوديان مرورا بالحقول المليئة بتربية البقر وصوف الخراف وزهور البرسيم والأقحوان.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي