عربيات تضامنَّ بأسلوب "يفتقر إلى الذوق".. تعرَّضنَ لانتقادات بسبب ظهورهن بوجوه سوداء دعماً لفلويد

2020-06-04

 

قال موقع The Middle East Eye البريطاني، إن العديد من الممثلات والمطربات العربيات تعرَّضن لانتقادات لاذعة بعد مشاركة صور لهن بوجهٍ أسود، في أعقاب الاحتجاجات التي تجتاح الولايات المتحدة بسبب مقتل جورج فلويد، مع توجيه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات شديدة لاستخدامهن وجهاً أسود، أو ما يُعرف بـ"بلاك فيس".

مؤلفة الأغاني والمغنية اللبنانية تانيا صالح نشرت صورةً لها هذا الأسبوع على موقع تويتر، مع تركيب وجهها على وجه امرأة سوداء، ذات قَصة شعر إفريقية.

في تعليقها على الصورة، قالت المغنية إنها تتمنّى أن تكون سوداء، وإنها تبعث رسالةَ دعمٍ إلى من يحتجون من أجل العدالة في الولايات المتحدة.

 

صورة عنصرية أثارت ضجة

إلا أن الصورة التي نُشرت دعماً للاحتجاجات المنتشرة حول البلاد، بعد مقتل فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس، وُصفت بأنها ذات وقع متنافر وعنصرية.

فيما وصف البعض الصورة بأنها "تصنيم" لثقافة السود، وطلبوا منها التعبير عن الدعم بطريقة أخرى لا تتأثر بالمجازر العنصرية.

المغنية يتابعها 16 ألف شخص على حسابها بموقع إنستغرام، حيث نُشرت الصورة كذلك، لكن آلاف التعليقات طلبت منها حذف الصورة.

وكتبت المغنية في تعليق أسفل الصورة: "لقد نشرت هذه مع الحب، ولن أحذفها برغم تعليقاتكم المسيئة".

فيما قال أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي: "هذه أسوأ صورة رأيتها في حياتي. استخدام بلاك فيس، واستيلاء ثقافي، واختطاف حراك، وتمنِّي أن تكوني سوداء فقط من أجل "التماشي" مع السياق السياسي الحالي، كلها أشياء تفتقر إلى الاحترام بشكل مذهل. إذا كنتِ تريدين دعم القضية اذهبي للتبرع ونشر الوعي. لا تصممي صورةً لنفسك من أجل الترويج لاسمك التجاري وحسب".

تانيا دافعت عن نفسها بقولها إن الصورة التي شاركتها كانت لإبداء الإعجاب، والتقدير لثقافة السود، وإنها لم تعنِ الإساءة، ولم تحذف المغنية الصورة من منصات التواصل الاجتماعي حتى الآن.

مصطلحات عنصرية

 تجدر الإشارة إلى أن مصطلح "بلاك فيس" يشير إلى ممارسة وقعت في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، حيث كان الأشخاص يطلون وجوههم باللون الأسود، ويبالغون في إظهار ملامحهم للسخرية من السود وإهانتهم بغرض التسلية.

إذ تعتمد الممارسة، التي استُخدمت على نطاق واسع في العروض والحفلات، على القوالب النمطية المهينة للسود والأقليات العرقية.

إحدى مستخدمات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي لبنانية سمراء البشرة وتدعى لما الأمين، ردّت على صورة تانيا عبر مقطع فيديو، ناقشت فيه ما يبدو عليه الأمر، أن تكون أي فتاة سوداء في لبنان في المناخ الحالي.

قالت لما موجهة حديثها إلى تانيا: "أنا كمان عم بحلم كون سودا!… إذا بدك تحلمي تعا نحلم. هخبرك إن فيه صبية عندها حلم إن تكون لاعبة باسكت بول… هي وطالعة بدها تروح على بيتها بيطلعلها سبع ولاد حلوين… وراكضين وراها بدُن يضربوها… بس إنو ربحت، وكيف بنت سودا بتربح على ولاد لبنانية".

شوهد الفيديو آلاف المرات، وامتُدح كثيراً، واستُخدم لتسليط الضوء على قضايا انعدام المساواة في لبنان.

من جهتها نشرت الممثلة المغربية مريم حسين هي الأخرى صورة لها ببشرة داكنة على حسابها بموقع إنستغرام، الذي يتابعها فيه 640 ألف متابع، بعد طلاء وجهها بالأسود.

وفي تعليقها على الصورة، كتبت مريم في إشارة إلى حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، الذي قال فيه "ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى".

تسبَّبت الصورة في موجة انتقادات من آلاف الأشخاص على الإنترنت، بعد أن أخبروها بأن عليها تثقيف نفسها بشأن تاريخ "بلاك فيس"، ولماذا يُسبب إساءة. وتجدر الإشارة إلى أن مريم نشرت مقطع فيديو قبل 4 سنوات على حسابها على سناب شات، وهاجمت خلاله المذيعة الإريترية زينب بنت علي، ناعتةً إياها بـ"الحبشية".

الفنانة المغربية مريم حسين/مواقع التواصل الاجتماعي

في مثال آخر، نشرت الممثلة الجزائرية سهيلة بن لشهب، التي يتابعها أكثر من مليون شخص على إنستغرام، صورةً لها ظهر فيها وجهها مطلياً نصفه بالأسود باستخدام المكياج، في محاولة للتضامن مع التظاهرات الأمريكية.

وكتبت في التعليق على الصورة: "الأشخاص العنصريون هم أصحاب القلوب السوداء. إنهم سُود من الداخل، برغم أنهم لا يعرفون ذلك".

المغنية الجزائرية سهيلة لشهب/مواقع التواصل







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي