ليس من بينها منع الحلوى.. 7 نصائح لعلاج فقدان الشهية لدى الأطفال

2020-05-17

محمد صلاح

لماذا لا يحب الأطفال الطعام؟ فرغم محاولات الأمهات تزيين الوصفات الشهية وتقديم وجبات متنوعة فإن الرفض يظل السمة المميزة لمعظم الصغار، حتى تضطر الأم لاستخدام وسائل العقاب والتخويف والانفعال في كثير من الأحوال، فهي أمام طفل يغلق فمه طوال ساعات اليوم، فما السبيل لإقناعه بتناول الطعام بانتظام؟

أظهرت عشرات الدراسات التي أجريت في التسعينيات أن "صعوبات الأكل لدى الطفل تتأثر بسمات الشخصية، والرقابة الأبوية أثناء الأكل، وطبخ الأمهات".

وترى المؤلفة وعالمة الاجتماع الأميركية دينا روز، أن النية الحسنة للأبوين تتسبب في أن يصبح الطعام تجربة سلبية لطفلهما، مرتبطة بمشاعر الخوف.

هل الطفل هو المشكلة؟

غالبا ما يشكو الآباء من انخفاض الشهية لدى أطفالهم، دون أن ينتبهوا إلى أن "حاجة الطفل إلى الرعاية والاهتمام من الممكن أن تكون سببا" وفقا للاستشارية النفسية التركية، ياسمين يالجين آكتوسون، في كتابها "هل الطفل هو المشكلة؟ سلوكيات الأطفال الخاطئة وعلاجها".

تقول آكتوسون "إذا لم يحصل الطفل على الاهتمام والتشجيع الذي يحتاجه من والديه، عندما يتناول طعامه بشهية، في الوقت الذي يهتمون فقط إذا أعرض عن الأكل وبدأ في إثارة المتاعب. فإنه يلجأ للتصرف بشكل سلبي ويختار الامتناع عن الطعام لمجرد لفت الانتباه، ثم يعتاد على ذلك".

كما ترجع آكتوسون المشكلة أيضا إلى الضغط على الطفل، فتقول "إن إطعام الطفل ملعقتين من الطعام بشهية ورغبة منه سيؤثر إيجابيا على نموه، أكثر من إرغامه على تناول طبق كامل في جو من الضغوط. فالإجبار ليس حلا، ولا أحد يقدر على إرغام طفل على أن يأكل طعاما لا يحبه".

وتحذر المؤلفة من تخويف الطفل بمقولة "سيأكله أخوك إذا لم تأكل". فقد اكتشف العلماء أن هذه الجملة التحريضية "تعد سببا رئيسيا في بدانة الأطفال، بدفعهم نحو الغيرة والتنافس والشره".

وتفسر إصرار الطفل على طعام معين، وتفضيله لطعام على آخر، بعدة أسباب منها "تقليد الكبار في الاختيار والتفضيل والرفض، أو سكوت الأبوين على رفض الطفل من البداية حتى يظنه أمرا عاديا".

9 أسباب محتملة لفقدان الشهية

بحسب موقع "مام جنكشين" (Momjunction) تأتي التغيرات في معدل النمو، في مقدمة الأسباب المحتملة لفقدان الشهية لدى الأطفال، ففي السنة الأولى ينمو الأطفال بسرعة، ثم يأخذ نموهم في التباطؤ، وقد يأكلون طعاما أقل خلال هذه الفترة، مما يجعل من انخفاض الشهية أمرا طبيعيا.

كذلك المرض، فعندما يصاب الطفل بالتهاب في الحلق أو المريء مثلا أو ألم في المعدة أو إسهال أو إمساك أو حمى أو صعوبة في المضغ والبلع، تتأثر شهيته للطعام.

والتوتر والإجهاد، لاسيما الناتج عن مشاكل الأسرة، أو فقدان أحد الأبوين، أو ولادة أخ جديد، أو وفاة حيوان أليف أو أي نوع من التسلط أو التنمر، كل هذا يترك آثارا سلبية على شهية الطفل.

هناك أيضا الاكتئاب، فإذا ظهر على الطفل نقص كبير في الاهتمام بأشياء كان يستمتع بها سابقا، فقد يكون مكتئبا، ويعد انخفاض الشهية للأكل مؤشرا قويا على ذلك.

كذلك فقدان الشهية العصبي، وهو نفور نفسي من تناول الطعام يصاحبه فقدان في الوزن، ويمكن أن تسببه الوراثة أو الاختلالات الكيميائية في الدماغ، ويحتاج إلى مراجعة اختصاصي اضطرابات الأكل.

فقر الدم، هو سبب آخر لانخفاض شهية الطفل والتأثير على نموه، إذا ترك دون علاج.

والديدان المعوية يمكن أن تسبب فقدان الشهية لدى الطفل، بعيشها كطفيليات في جهازه الهضمي.

وأسباب أخرى تتعلق بـالحواس، كأن يشعر الطفل أن شكل الطعام أو رائحته أو مذاقه لا يروقه.

 أو التجارب السلبية مع أطعمة قد تكون سببت له مغصا أو قيئا، أو تذكره بوقت كان فيه مريضا.

7 نصائح

عالمة الاجتماع الأميركية دينا روز تقدم لك بعض النصائح من خلال موقع بي أن سي نيوز، فتقول:

كوني واقعية، فإن أبحاث علوم التغذية تشير إلى أن الطفل قد يحتاج إلى 12 محاولة على الأقل قبل أن يتقبل طعاما جديدا.

غيري القائمة، في الوجبات يمنح الأطفال خيارات ويساعدهم على تعلم صنع القرار. أما تناول الوجبات نفسها كل يوم، حتى لو كانت صحية، فيعلمهم أن الرتابة أمر طبيعي.

افصلي السلوك عن الشهية، فإذا كان الطفل يصرخ أو يرمي الطعام بغضب على المائدة، فهذه مشكلة سلوكية، وليست مشكلة شهية، ويجب التعامل معها تربويا بشكل منفصل.

أشركي الأطفال في الحدث، بطلب البقالة أو الوجبات الجاهزة، وتجهيز المائدة، فهذا يجعلهم مشاركين نشطين ويمنحهم إحساسا بالسيطرة منذ البداية، وبأنهم جزء من النتيجة النهائية.

لا تحظري الحلوى، فقط نظمي لطفلك وقت وكيفية تناولها، لأن منع الحلوى تماما قد يؤدي إلى الإفراط في تناولها عندما تتوفر.

أثيري الاهتمام، بإضافة الأعشاب والتوابل أو بتشكيل الخضروات لإضفاء الألوان على المائدة أو بصنع العصائر الطبيعية، فهذا مما يساعد على تحفيز إفرازات المعدة وتنشيط شهية طفلك.

استرخي، وتوقفي عن محاولة السيطرة على الأطفال، واستمتعي بالأكل معهم، فلا شيء مثالي دائما، وأكثر الأشخاص حرصا على الأكل الصحي يمكن أن يتناول طعاما غير متوازن في وقت ما.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي