في أكتوبر تختفي الوجوه عن الخريطة

2020-05-07

قصائد جان إريك فولد

ترجمة: بهاء إيعالي

شمس:

أردت معرفة من تكونين. ليلتها لم أرَ أبدا من أنت، اختفيتِ لما ناديتكِ للمرّة الثالثة. أردتُ أن ترسمي لي شمسا.

٭ ٭ ٭

بعد ردحٍ من الغياب:

وفي أغسطس، عندما يأوي المساء عدّة أصوات، عدّة رغبات، عدّة أجرامٍ عاودتِ الظهور في السماء بعد ردحٍ من الغياب- المشتري، الشعرى اليمانية، الثريّا، إلخ- تفيضُ رائحة الخوخ.

٭ ٭ ٭

لقاء آي بإيرلينغ:

التقت آي بإيرلينغ، صياد ثعابين البحر، الذي يسير والنيتروغليسرين تحت لسانه، بحيث منعه الطبيب من الذهاب لوحده في البحر، حيث بقي لأيّامٍ طويلةٍ ومعداته الجديدة. توفّيت زوجته العام الفائت.

هكذا أفسدت كلّ شيء للمرة الثالثة، لا شيء! كان إيرلينغ منتصف الطريق يحادث البتولا العارية قبالته.

٭ ٭ ٭

هنا الأرضُ موجودة:

الحياة، التردّد، الشك، موجةٌ إلى الروح، الرغبة بالمغادرة والكثير من الغضب، بقطع العقدة الغوردية والإبحار عكس الريح.. إذا كانت هنا الأرض موجودة.

٭ ٭ ٭

لقاءٌ حول الطبيعة:

1-

لن نتحدّث اليوم كثيرا عمّا يتغيّر. سنذكرُ فقط أنّ الثلج سيختفي قريبا، يبقى فقط في الأماكن تلك صوب الخلاء، أبعد من الأخاديد.

الأبيض يغرق، والأسود على أهبةٍ لجرفه.

2-

هلالٌ رفيعٌ، على خلفيةٍ زرقاء داكنة.

مفتوحٌ كجرح.

3-

يستريح المنزل على القمّة، في زاوية العدم، لأن القطار توقف عن الإضاءة أسفل اليسار من المعبر.

4-

كما حين تنزلق الطبيعة تحت الجلد

كما حين يستقر الشتاء في بئر

من يذهب للبحث هناك يجد السماء التي تتحول إلى ليل

ونجمةٌ تتلألأ في السماء الحقّة.

٭ ٭ ٭

في أكتوبر تختفي الوجوه عن الخريطة:

في أكتوبر تختفي الوجوه عن الخريطة. البعض يقولون إنّهم سينزلون في المحطة التالية، والبعض الآخر يغيبون حتى دون ثلاث فقاعاتٍ تصعدُ من الأسفل.

الأوراق، التي كانت تعرف الكثير عن الريح – ذات يومٍ تقعُ ورقة القيقب وقوعَ نجمٍ أمغرٍ على الإسفلت، البطنُ في الهواء، والرؤوس الخمسة فقط على اتصالٍ مع الطريق.

بعد ثمانية أيام – عددٌ لا يحصى من الأوراق تلتصق بالأرض. من درس الريح للأرض. الرائحة الخفيفة لحرائق أوراق الشجر بالكاد تلحظ.

جان إريك فولد – بطاقة

شاعرٌ غنائي، مغنّي جاز ومترجم نرويجي ولد في أوسلو عام 1939. وكان عضوا أساسيا في ما يسمى بـ»جيل البروفيل»، الدائرة المرفقة بمجلة «بروفيل» الأدبية. كان لديه القدرة على الوصول إلى الجمهور طوال حياته المهنية كفنان، مع كل من شعره وآرائه السياسية. وقد ساهم بشكل كبير في تجديد الشعر النرويجي، وخلق اهتمامٍ بالشعر الغنائي.

أبرز إصداراته الشعرية:

«بين المرايا والمرايا» (1965) S 1978

«الحزن، الأغنية، الطريق» (1987)

«ليس» (1997)

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي