
كشفت دراسة حديثة أن الصيام المتقطع -أحد أكثر أساليب خسارة الوزن شيوعًا- لا يؤدي إلى تراجع في الأداء العقلي أو الإدراكي عند ممارسته لفترات قصيرة، مما يبدّد المخاوف بشأن تأثيره على التركيز والانتباه والذاكرة خلال اليوم، بحسب الرجل.
واستعرضت نتائج البحث المنشور في مجلة الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، بيانات آلاف البالغين الأصحاء، الذين خضعوا لتجارب قارنت بين من كانوا صائمين ومن تناولوا وجباتهم مؤخرًا، مع تحليل مئات الاختبارات المتعلقة بالذاكرة والانتباه وحل المشكلات واتخاذ القرار.
تأثير الصيام على الدماغ
وأظهرت النتائج أن الصيام لفترة تصل إلى 12 ساعة لا يسبب أي ضعف في الأداء الإدراكي، مقارنة بمن تناولوا الطعام، في حين لاحظ الباحثون انخفاضًا طفيفًا في القدرات الذهنية لدى من صاموا أكثر من 12 ساعة، حيث كان الشباب أكثر تأثرًا بالصيام الطويل من الفئات العمرية الأكبر.
وقال الدكتور ديفيد مورو الأستاذ المشارك في علم النفس بجامعة أوكلاند وقائد فريق البحث: "لم نجد دليلًا ثابتًا يشير إلى أن الصيام لعدد ساعات قليلة يُضعف الأداء الذهني؛ فقد أدّى المشاركون الصائمون المهام المعرفية بمستوى مماثل تمامًا لمن تناولوا الطعام مؤخرًا، مما يدل على أن الدماغ يظلّ قادرًا على العمل بكفاءة في غياب الغذاء لفترة محدودة".
وخلصت الدراسة إلى أن الصيام المتقطع لفترة قصيرة لا يعيق القدرات اليومية على التفكير أو اتخاذ القرار، وهو ما يجعل هذه الممارسة آمنة نسبيًا لمعظم الأشخاص الراغبين في اتباعها لأغراض صحية أو لإنقاص الوزن.
لكن الباحثين شددوا على أن الصيام لفترات طويلة لأكثر من 12 ساعة قد يؤدي إلى انخفاض طفيف في التركيز أو سرعة الاستجابة، خصوصًا لدى فئات الشباب أو من يمارسون أنشطة ذهنية.
وأشار الفريق إلى أن الصيام المتقطع يجب أن يُمارس باعتدال وتحت إشراف طبي لدى من يعانون من حالات صحية خاصة، لضمان الحفاظ على التوازن بين الفوائد البدنية والوظائف المعرفية.