دليلك الكامل لفهم تأثير كورونا على الأطفال والرضع.. وكيف تحمي نفسك؟

2020-03-20

هل الأطفال أقل عرضة للإصابة بكورونا؟تشير دراسات حديثة أجريت خلال الفترة الأخيرة على مصابين بمرض "كوفيد-19" الناتج عن فيروس كورونا المستجد إلى أنه يصيب الكبار أكثر من الرضع والأطفال.

واحدة من هذه الدراسات نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية على أكثر من 72 ألف مصاب بالفيروس في الصين وجدت أن 2 في المئة فقط منهم أصغر من 19 عاما.

دراسة أخرى لبعثة منظمة الصحة العالمية في الصين أظهرت أن 2.4 في المئة فقط من المصابين هم في سن 18 أو أصغر. ومن بينهم، عانى 2.5 في المئة فقط من أعراض شديدة و 0.2 في المئة أصيبوا بأعراض خطيرة.

إلا أنه ينبغي الحذر من هذه الاستنتاجات، فالأطفال ورغم أنه قد يصابون بالمرض بنسبة أقل، إلا أنهم قادرون على نقله للآخرين.

وحتى لو لم يظهروا أعراض شديدة، يستطيع الأطفال نقل الفيروس للكبار، خاصة من يعانون من ضعف المناعة.

لكن هل فعلا الأطفال أقل عرضة للمرض؟
يشير تقرير منظمة الصحة العالمية المذكور سابقا أن عددا قليلا من الأطفال يتم فحص ما إذا كانوا مصابين بالمرض، لذلك لا توجد معلومات كافية عن عدد الأطفال المصابين.

ماريا فان كيرخوف، الخبيرة في منظمة الصحة العالمية قالت يوم 16 مارس: "نحن نعلم أن الأطفال يميلون إلى الإصابة بأعراض خفيفة لكننا رأينا طفلا واحدا على الأقل مات بسبب هذه العدوى".

ويظل تحديد السبب أمرا محيرا، فمن المعروف أن الأطفال أكثر عرضة لمخاطر الفيروسات بشكل عام، لأنهم لا يغسلون أيديهم جيدا ولا يحرصون على التباعد الاجتماعي، لذلك فإن عدم إصابة نسبة كبيرة منهم بالمرض الجديد لا يزال من الأمور المحيرة، بحسب بريا كوتس، الأستاذ المساعد لطب الأطفال في جامعة نورث وسترن.

والجدير بالذكر أنه توفي جراء فيروس الأنفلونزا خلال الموسم الحالي 144 طفلا في الولايات المتحدة.

وبحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة" Pediatrics"، على أكثر من 2000 طفل مريض دون سن الـ 18 في جميع أنحاء الصين كشفت أن الأطفال معرضون بشكل كبير للإصابة بالفيروس مع أعراض خطيرة مترافقة.

لكن حوالي نصف الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لديهم أعراض خفيفة، مثل الحمى والتعب والسعال والاحتقان وربما الغثيان أو الإسهال، كما وجدت الدراسة أكثر من الثلث، حوالي 39 في المائة، من المرضى واجهوا أعراضا إضافية بما في ذلك الالتهاب الرئوي أو مشاكل الرئة التي كشف عنها التصوير المقطعي، ولكن مع عدم وجود ضيق واضح في التنفس.

لكن اللافت أن حوالي ثلث الأطفال تأكدت إصابتهم بالفيروس، بينما تم افتراض إصابة الثلثين الباقيين بالفيروس، أي أن هذه الأعراض ربما كانت ناتجة عن أمراض أخرى.

الرضع أكثر عرضة
اللافت أيضا أن نحو أكثر من نصف الحالات التي اعتبرت "خطيرة" كانت لأطفال بعمر أصغر من عام، أي الرضع.

وربما السبب في ذلك أن الأطفال الرضع يكونون في مرحلة بناء جهازهم المناعي، والمعروف أنه عندما يولد الطفل، فإنه يستطيع مقاومة العدوى من خلال أجسام مضادة يحصل عليها من الأم، لكن تتضاءل هذه المقاومة خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل خلال قيامه ببناء دفاعاته الخاصة ضد الأمراض.

وما يقلل فرصة مقاومة الرضع للمرض هو أن أجسادهم "ليست مدربة" للمقاومة، فجسد الأم لم يتعامل من قبل مع مثل هذا الفيروس، ولا يوجد لقاح متوافر حتى الآن يساعد الطفل على المقاومة، بحسب كوتس.

وتقول الباحثة إن الرضع يتعرضون لجميع أنواع المحفزات البيئية لأول مرة، مثل البكتيريا وحبوب اللقاح والغبار، ولمنع أجسادهم من الإفراط في الاستجابة تجاه أشياء غير ضارة، ينخفض رد فعل جهازهم المناعي للعدوى.

وهذا ما يفسر أن الأطفال في السنة الأولى من العمر يكونون أكثر عرضة للأعراض الخطيرة التي تأتي جراء العدوى.

وبالنسبة للأطفال الأكبر عمرا، الذين يعانون من نقص المناعة أو لديهم مشاكل قلبية أو أيضية أو تنفسية أخرى، فهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بمضاعفات المرض الجديد.

وقد يكون السبب في قلة نسبة تعرض الأطفال الأكبر عمرا والأصحاء للمرض هو تعود جهازهم المناعي على مقاومة أمراض أخرى من عائلة كورونا شبيهة بالفيروس الجديد لكنها أقل ضررا.

والكثير من نزلات البرد التي يصابون بها هي ناتجة عن فيروسات تاجية أخرى، بحسب أطباء.

ونظرا لأن الأطفال قد يتعرضون لهذه الفيروسات بشكل متكرر أكثر من البالغين في المدرسة وفي مجموعات اللعب، فإن أجهزة المناعة لديهم تكون أكثر قدرة على اكتشاف الفيروس الجديد ومكافحته.

وهناك فرضية أخرى هي أن الجهاز المناعي لدى الأطفال يظهر استجابة غير مفرطة في التعامل مع الهجمات الخارجية بحسب كوتس، مقارنة بالعديد من كبار السن الذين أدخلوا المستشفيات حديثا بسبب مرض "كوفيد-19" وكانوا يعانون من التهابات شديدة وحمى.

كانت الاستجابات المناعية لديهم أكثر خطرا، لأنها أدت إلى الإضرار بأجسادهم أكثر من الفيروس نفسه.

ولذلك يمكن القول إنه بسبب انخفاض خطر حدوث استجابة مناعية مفرطة لدى الأطفال، فهم يعانون من أعراض أخف.

كيف تحمي نفسك من التقاط العدوى من الأطفال؟
- يجب أن تتبع النصائح المعروفة مثل غسل اليدين والابتعاد عن ملامسة الأسطح.
- يجب أيضا الحرص على التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات، وبالفعل قامت العديد من الحكومات بإغلاق المدارس والأحداث الكبيرة
- عدم الاقتراب من الأطفال في حالة مرضهم، لأنهم ينقلون العدوى
- الحرص على تعقيم المنزل باستمرار







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي