
في حلمه المقطوع كوتر ...
كان للشمسِ أشواكٌ طازجة ... يشحذها على حَجرِ قلبه.
في يقظتهِ الموصولة كالموتْ ...
مالت عليه غيمةٌ ... وقصيدةٌ فوق سرير .. فأشعل حريقاً ومضى.
- 2 -
ظلّي الطويلُ كالأبدية .. أوّل الريح تنفخُ قصبها في أطرافِ غيمٍ مُحنّى .. صباحاتُ العطر ، والخريفُ نديمٌ نائمٌ على الطاولة ...
المهدورُ حينها دمُ وحدتي ...
أهربُ بها وأحميها .. ولا راحة لي إلاّ في أوّل مطر.
- 3 -
صحيفة الصباح ..
تستجمعُ روحكَ بين غثيانينْ .. فليسَ ثمّة ما يرممُ انهزامكَ أيّها الشقي ...
تبدأُ من حيث انتهيت بالأمس :
صفحة التسالي :
اجمع قبائل الكلمات المتقاطعة .. فخذاً .. فخذاً ...
وانسرب كالرمل في متاهة الطوائف المنقرضة .. دواراً اثر دوار ..
حاكمٌ عربي مات مغسولاً بدموع أقلام نخبهِ الثورية .
وآخر في الشاقولي من عشرِ حروفٍ لثوية انتصر في ثلاثين حرباً مظفرةً في
داخلِ داخله ..
سُهادكَ فاحمٌ ودموعكَ من غبارْ ..
المدينةَ عاليةٌ حينَ تكونُ أيّها الرائي في القاعْ ..
وحدهُ قبركَ لكَ ..
وحدهُ قبركَ الفسيحُ أكثر من ساحاتِ نصرهم ..
حيثُ لا صحف تُسببُ لكَ الغثيان .. ولا برامجَ متلفزة يلتقطها صحنُ ورودكَ الذابلة ، المنسيُّ على قارعة قبركَ..
- 4 -
قصيدتي تولدُ بوجهٍ أجعد ويدين معروقتينْ ..
قامتها محنيةٌ كإشارة استفهام
دائماً عندما أنتهي ..
أنسى قلمي في يدها عكازاً.
- 5 -
في الدكان :
وكما كل صباح ..
أجمعُ عصافير على حبل فيروز الموصول بين قلبي والله ..
السيارة الخضراءُ التي تقلُّ جنوداً حزانى ..
وكما كل صباح ..
تجفلُ طيوري الوادعة ..
وتفرقها ...
وتقطعُ الحبلَ الممدود بين قلبي والله؟! .
- 6 -
تعريفات :
الأبدية: كأسُ المساء الغَبِش .
الموت: قصيدةٌ طازجة على الطاولة ..
يقطعها نهمُ الناس للحليب صباحاً
وعرضُ شريط السأمِ الطويل ـ نفسه ـ في المساءْ ..
الهزيمة: ستوقظُ طفلتكَ النائمة على جرس السابعة والنصفْ ..
الشعر: صديقي يقول: '... وحدهُ الذئب لا يروّض أبداً'.
الخطيئة: في فوضى أوراقك .. 'من كتب كلُّ هذه التفاهات؟'
الخيانة: بعد كل هذهِ السياط .. وتستيقظ مبتسماً !! .
الغياب: تحسس روحكَ جيّداً بعد كل قصيدة ..
الأصدقاء: بالتساوي ..
سأوزعُ هزائمي عليهم حين أموتْ.
________________
شاعر من سوريا