
مِنَ التّرياق يبْذُلُه طَيْرُ الْحُومِ
علَى عَرائِش المِدْخَنة
لَمْ تُدْرك الْمَارّةُ وزْناً
وآخرونَ مَتاعاً
لِلْغِناءِ مِنْ هاويةٍ أعْلى قَليلاً
إنْ كانَ الْحُداءُ ،لَيْلاً، يجْرَحُ الأنْفَاس
والْكَمانُ الْعَليلُ،في بحَّتِه، يقْتَفي شَهْوة السّنديانات
يُوحي إلَى الْمَرْضى بِوَرْدٍ طَافٍ
'بِما معْنَاهُ:إِصْنعوا فُرْجةً للرّخام
'حتّى تَصْدُق الْقافية، تَماما.
كَأنّ الْجِدارَ يتعلّق، نادِماً، بالأَرْض
كأنّ الْغَمامَ لا يعْطُف، مَذْعوراً،علَى بابِ الْمَسرح
كأنّ الْحِدادَ، بِفَضْل النّكْتة، يسْهَرُ
عَلى ثَوْبٍ مِنْ نَوْل الْغَريبة .
لَيْت الّذين سَبَقونا إِلى هُوّة الأُصْبع
سارُوا معَنا،
واعْتذروا ـ في نِهايَة السُّلّم ـ
لِلْبراكِين الّتي انْدسّتْ في خَيالِ الشّتاء.
أَلْبَراكين لَا تَمْضغ بِالشّهْوةِ نفْسِها،لوْ تَعْلم .
رَأيْناها عَلى شَفا منْ رِيح
تلقمُ الصّغارَ ما تبقّى منْ ترِكة الْعُكّاز،
في عيد التُّوت والرّاياتِ،
في لمْعة الضّوء يشْرُد بيْن الْوِدْيان،
في صرير الْبَاب عَلى وَتائِر لا تظُنُّ بِه السّوء،
في الأَحْلام تنُوء تحْت الرّمْل،
في جَدائِلهنّ يُسْحبْن عَلَى الْقُبور،
في الأَناشِيد تجْفُل تحْت أعالي الأَشْجار،
في الأَرْصِفة تسْعلُ منْ موسيقى الْحُفاة،
في ريشِ الببّغاوات عِنْد بابِ الْمغارِبة،
في الظّلال يَتَصاعَد منْ رأْسِها الدُّخان،
في الرّماد لَا يُضيءُ حَواليْها بَيْتاً
سِواكَ يا بيْتَ الشّعر، يَتيمَها الْمُتيَّم.
ولا أحَد،
لا أحَد صعدَ إلَيْها، أُمّ الْمَباذِل
عَشِيّةَغَد.
'''
رغْم ما يَحْدث منْ ساعات
على خطِّ الزّلازل
والنّيران في الأطْراف
مازِلْت في الْعَتَبة
خَفيفاً مِثْل نَرْد
تَجْمَع الْفُسْتان الطّويل من الأرْض،
تخْشى عَلى الزُّؤان في يَد الْعَازف لايُشْبع نَهَم النّمْل ،
تَمْسَحُ عنْ غُرّة الْغَدِ الدُّخان ،
ولا تُصدِّقُ الْعَزاءات.
ما زِلْت تنْهَمِك عَلى دَمِ الْعَتبات
نازِفاً
منْ خشَب الدّلب في خاصِرة الأَفْعى ،
ومنْ عزْف الْمَجْهول في مخْزَن الْحُبوب،
ومنَ الأَقْدام تضْرب في هَواءٍ نائِم .
كأيِّ أعْمى تنْحَتُ مَتاعَك في هَيْئة طَيْر،
ولا نِداءْ!''''''
' شاعر من المغرب
[email protected]